في كتابه الممتع والمثير بعنوان “سياسة المعمورة في فلسفة الفارابي من أجل إعادة قراءة الكوسموسياسي”، يقدم الكاتب زهير المدنيني رحلة معرفية عميقة تتناول جوانب فلسفية مهمة للفيلسوف العربي الكبير الفارابي. يستعرض المؤلف ببراعة المكونات التي تشكل أساس الثقافة العربية، مع التركيز على أهمية التعقل والالتزام بجميع معطيات العلوم، مبرزًا أن القرآن الكريم يشكل قاعدة للتفكير العقلي للمسلم، ويحث على التفكير العقلي المستمر حيال وجوده والأمور المحيطة به.
في سعيه نحو إعادة قراءة الكوسموسياسي، يرتكب المؤلف إلى استنباطات متأملة، حيث يقدم رؤية متأصلة في التراث العربي، ويبرز كيف يمكن للإسلام أن يكون دينًا يجمع بين الإيمان والإحسان. يؤكد على أهمية أن يكون الإحسان محورًا لتفاعل المسلم مع الوجود والمحيط، مظهرًا الجوانب الروحية والأخلاقية في فلسفة الفارابي.
تمتد صفحات الكتاب إلى 379 صفحة، وقد رأى النور في عام 2016 بفضل جهود دار الروافد الثقافية ناشرون، التي أسهمت في نشر هذا العمل الفريد والمميز. يأتي الكتاب بغلاف ورقي جذاب، يلفت النظر إلى عمق المحتوى الفلسفي والسياسي الذي يقدمه.
تصنيف الكتاب يندرج تحت فئة الكتب السياسية، وتحديدًا ضمن فرع السياسة العربية، مما يجعله إضافة قيمة للقراء الذين يهتمون بفهم الفلسفة العربية وتأثيرها على السياسة في هذا السياق التاريخي والثقافي المعقد.