أهمية التونر للبشرة

تُعتبر العناية بالبشرة من الركائز الأساسية للحفاظ على صحة الجلد وجماله، ويأتي التونر كأحد العناصر المهمة في روتين العناية بالبشرة، حيث يلعب دوراً حيوياً في تعزيز نظافة البشرة وتحضيرها لاستقبال المرطبات والمستحضرات الأخرى. يختلف مفهوم التونر من كونه مجرد ماء منظف بسيط إلى أن يصبح تركيبة متقدمة تحتوي على مكونات فعالة تستهدف مشكلات البشرة المتنوعة. هذا المقال يستعرض أهمية التونر للبشرة بشكل مفصل مع تسليط الضوء على أنواعه، تركيبته، فوائده، وكيفية استخدامه بشكل صحيح لتحقيق أفضل النتائج.

تعريف التونر ودوره في العناية بالبشرة

التونر هو مستحضر سائل يُستخدم بعد تنظيف البشرة مباشرة وقبل وضع المرطب أو أي منتج علاجي آخر. تكمن أهمية التونر في وظيفته الأساسية التي تشمل إعادة توازن درجة حموضة البشرة (pH) التي قد تتأثر سلباً باستخدام بعض أنواع المنظفات، كما يعمل على إزالة أي بقايا من الشوائب أو الزيوت أو المكياج التي لم تُزال خلال عملية الغسيل. يساعد التونر كذلك في شد مسام الجلد، وتحضير البشرة لامتصاص المواد الفعالة في المنتجات اللاحقة بكفاءة أكبر.

تاريخ التونر وتطوره

في البداية، كان التونر يُستخدم بشكل بسيط كماء مهدئ للبشرة، لكن مع تطور علم التجميل وتكنولوجيا تصنيع مستحضرات العناية بالبشرة، أصبح التونر يحتوي على مكونات نشطة مثل مضادات الأكسدة، والفيتامينات، وحمض الهيالورونيك، وحمض الساليسيليك، وغيرها، مما جعله جزءاً لا غنى عنه في روتين العناية المتقدم.

أنواع التونر حسب نوع البشرة

تتنوع أنواع التونر بشكل كبير لتناسب مختلف أنواع البشرة، حيث تختلف احتياجات البشرة الجافة، الدهنية، المختلطة، والحساسة. يمكن تصنيف التونر إلى الأنواع التالية:

• تونر البشرة الجافة: يحتوي على مكونات مرطبة مثل الجليسرين، حمض الهيالورونيك، وزيوت طبيعية لتغذية البشرة ومنع جفافها.

• تونر البشرة الدهنية والمعرضة لحب الشباب: غالباً ما يحتوي على مواد قابضة للمسام مثل حمض الساليسيليك، حمض الجليكوليك، وبعض مضادات البكتيريا لتقليل الدهون والحد من الالتهابات.

• تونر البشرة الحساسة: خالٍ من الكحول والعطور القوية، يحتوي على مكونات مهدئة مثل الألوة فيرا، خلاصة الشوفان، أو ماء الورد.

• تونر البشرة المختلطة: يوازن بين الترطيب وتنظيم الزيوت، بحيث يعتني بالمناطق الجافة والدهنية بشكل متوازن.

الفوائد العلمية لاستخدام التونر للبشرة

1. استعادة توازن الحموضة (pH): درجة حموضة البشرة الطبيعية تميل لأن تكون حمضية قليلاً (حوالي 5.5)، وعند استخدام بعض أنواع الصابون أو المنظفات القاسية قد يرتفع الرقم الهيدروجيني إلى مستوى قلوي، مما يضر بالبشرة ويزيد من فرص تهيجها أو جفافها. التونر يعمل على إعادة البشرة إلى توازنها الطبيعي، مما يحافظ على صحتها ويمنع جفافها أو التهاباتها.

2. تنظيف أعمق للمسام: رغم تنظيف الوجه بالغسول، قد تبقى بقايا من الأوساخ أو الزيوت داخل المسام، خصوصاً في البشرة الدهنية. التونر يساعد على التخلص من هذه البقايا بفضل تركيبته التي تخترق المسام وتنظفها، مما يقلل من ظهور الرؤوس السوداء والالتهابات.

3. شد المسام وتنعيم البشرة: تحتوي بعض أنواع التونر على مواد قابضة تساعد على تقليص حجم المسام الظاهرية، ما يمنح البشرة مظهراً أنعم وأكثر نضارة.

4. تحسين امتصاص منتجات العناية: بإعداد البشرة عبر إزالة الزيوت والشوائب المتبقية، يعمل التونر على تسهيل امتصاص المرطبات والسيرومات والمنتجات العلاجية، ما يزيد من فعاليتها.

5. موازنة إفراز الزيوت: يساعد التونر، خاصة للبشرة الدهنية، في تنظيم إنتاج الزيوت دون أن يسبب جفافاً مفرطاً، مما يقلل من مشاكل اللمعان وحب الشباب.

6. مضادات الأكسدة وحماية البشرة: تحتوي بعض التركيبات الحديثة على مضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة وتساهم في حماية الجلد من أضرار البيئة والتلوث.

تركيب التونر وأنواع المكونات المستخدمة

تتنوع مكونات التونر بشكل كبير حسب الهدف من استخدامه، ويمكن تقسيم المكونات إلى عدة فئات رئيسية:

• المكونات المرطبة: مثل الجليسرين، حمض الهيالورونيك، بانثينول (فيتامين B5)، والتي تحافظ على ترطيب البشرة وتمنع فقدانه.

• المكونات القابضة: مثل التانينات (مستخلصة من النباتات مثل البلوط أو الشاي الأخضر) وحمض الساليسيليك، تساعد في شد المسام وتنظيفها.

• المكونات المهدئة: مستخلصات طبيعية كالألوة فيرا، ماء الورد، وخلاصة الشوفان، تساعد في تهدئة التهيج والاحمرار.

• المكونات المضادة للبكتيريا والالتهابات: مثل زيت شجرة الشاي، النياسيناميد، وحمض الساليسيليك، التي تقلل من فرص ظهور حب الشباب والتهابات الجلد.

• المكونات المضادة للأكسدة: مثل فيتامين C، فيتامين E، والشاي الأخضر، تحمي البشرة من أضرار الأشعة فوق البنفسجية والتلوث.

كيفية استخدام التونر بشكل صحيح

لتحقيق أقصى استفادة من التونر، يجب الالتزام بطريقة استخدام صحيحة:

1. تنظيف البشرة جيداً: يبدأ الروتين بغسل الوجه بغسول مناسب لنوع البشرة لإزالة الأوساخ والدهون.

2. وضع التونر فوراً: باستخدام قطعة قطنية مبللة بالتونر أو عن طريق الرش المباشر، يوضع التونر على كامل الوجه والرقبة مع التركيز على المناطق الدهنية أو المعرضة للمسام الواسعة.

3. الانتظار حتى يجف: يترك التونر ليجف طبيعياً قبل وضع المرطب أو منتجات العناية الأخرى.

4. الانتظام في الاستخدام: يفضل استخدام التونر مرتين يومياً صباحاً ومساءً ضمن روتين العناية.

تأثير التونر على مشاكل البشرة المختلفة

للبشرة الدهنية والمعرضة لحب الشباب

التونر المناسب للبشرة الدهنية يحتوي على مكونات تقلل من إفراز الزيوت وتمنع انسداد المسام، كما تساعد على تقليل الالتهابات والبثور، فتكون النتيجة بشرة أكثر نقاءً مع لمعان أقل. حمض الساليسيليك من أشهر المكونات المستخدمة في هذا النوع من التونر.

للبشرة الجافة والحساسة

يلعب التونر دوراً مهماً في ترطيب البشرة الجافة وتهدئة البشرة الحساسة. تركيبات خالية من الكحول والعطور، تحتوي على مستخلصات نباتية مرطبة ومهدئة تمنح البشرة الراحة والنعومة دون تحسس أو تهيج.

للبشرة المختلطة

تحتاج هذه البشرة إلى مزيج من التونر الذي يوازن بين ترطيب المناطق الجافة وتقليل الزيوت في المناطق الدهنية، ما يساعد على تحسين المظهر العام للبشرة وتوحيد لونها.

التونر الطبيعي مقابل التونر التجاري

يُفضل البعض استخدام التونر الطبيعي المصنوع منزلياً من مكونات مثل ماء الورد، شاي البابونج، أو خل التفاح المخفف، حيث تُعرف هذه المكونات بخصائصها المهدئة والمنظفة. بينما تحتوي التونرات التجارية على تركيبات مدروسة بعناية تناسب أنواع البشرة المختلفة وتقدم فوائد إضافية مثل مضادات الأكسدة ومكونات علاجية.

مقارنة بين التونر الطبيعي والتجاري

دراسات وأبحاث تدعم فوائد التونر

أظهرت عدة دراسات أن التونر الذي يحتوي على حمض الساليسيليك يعمل على تقليل التهاب الجلد وتنظيف المسام بفعالية، كما ثبت أن إعادة توازن الـpH للبشرة يعزز من صحة البشرة ويحميها من الميكروبات الضارة. كذلك، أشارت أبحاث إلى أن التونر المرطب يحسن من قدرة الجلد على الاحتفاظ بالرطوبة ويمنع الجفاف الناتج عن استخدام المنظفات القاسية.

خلاصة

التونر هو عنصر أساسي في روتين العناية بالبشرة، لا يقتصر دوره على التنظيف فقط، بل يمتد لإعادة توازن البشرة، تحسين مظهر المسام، تعزيز ترطيب الجلد، والوقاية من مشاكل مثل حب الشباب والتهابات الجلد. تتنوع تركيبة التونر لتناسب مختلف أنواع البشرة، ويُفضل اختيار النوع المناسب مع الالتزام بطريقة استخدام صحيحة لتحقيق أفضل النتائج. بفضل التقدم العلمي في صناعة مستحضرات التجميل، أصبح التونر يحمل مكونات نشطة تعزز صحة الجلد وتحميه من العوامل البيئية الضارة، مما يجعله خياراً لا غنى عنه لكل من يسعى لبشرة صحية، نضرة، ومشرقة.

المراجع:

1. Draelos, Z. D. (2018). Cosmetic Dermatology: Products and Procedures. Wiley-Blackwell.

2. Mukherjee, P. K., Maity, N., Nema, N. K., & Sarkar, B. K. (2011). Bioactive compounds from natural resources against skin aging. Phytomedicine, 19(1), 64-73.