في كتابها “الغريزة الرابعة: نداء الروح”، تقدم آريانا هافينغتون استكشافًا عميقًا للغريزة البشرية المنسية، التي هي أقل فهمًا وتجاهلًا من جوانب الطبيعة البشرية. تتحدث هافينغتون عن الغريزة التي تدفعنا للسعي وراء الوفاء الروحي والمعنوي في حياتنا، وهي الغريزة التي تدفعنا للابتعاد عن البقاء والجنس والسلطة للبحث عن الوفاء الروحي والمعنوي في حياتنا.
على مدى سنوات، وصف البيولوجيون وعلماء النفس الطبيعة البشرية بشكل أساسي من خلال الغرائز الثلاث الأساسية، مما أدى إلى إهمال الغريزة الرابعة التي تربطنا بمستقبلنا. وتشير هافينغتون إلى أننا نعرف المزيد عن الجوانب التي نشترك فيها مع القرود من ما نشترك فيه مع الملائكة. توضح هافينغتون، من خلال استشهادها بمجموعة متنوعة من الأمثلة من الثقافة والمشهد الاجتماعي، كيف يؤدي السعي للوفاء من خلال الغرائز الثلاث الأولى إلى العدوانية والاكتئاب والإدمان الذي يؤلم حياة الكثيرين.
وتؤكد هافينغتون أنه إنما عن طريق اتباع نداء الغريزة الرابعة، يمكننا تحويل حياتنا وعلاقاتنا مع الآخرين. وتتحدث عن ضرورة خلق كتلة نقدية لتغيير ثقافتنا – فردًا بفرد، ومشكلة بمشكلة، ومجتمعًا بمجتمع.
في “الغريزة الرابعة”، تصف هافينغتون المسارات المغلقة التي نتجها عندما نكون مهووسين بالسعي وراء النجاح والثروة والاعتراف. كما تستكشف العديد من الخيوط التي يمكن أن تساعدنا في العثور على طريقنا مرة أخرى إلى الوسط الروحي لحياتنا. يمكن أن تصبح الدين والفن والعلم والعلاقات، وحتى الألم والفقدان، خيوطًا من المعنى من خلالها يمكننا أن ننسج حياة جديدة.
وتعتقد هافينغتون أن كل جيل يعتقد أنه يعيش في لحظة حاسمة في التاريخ. وتعتقد أننا نحن واحد من هؤلاء الأجيال. تعتقد هافينغتون أنه بالرغم من تقدمنا التكنولوجي وتطورنا الثقافي، فإننا بدأنا مجددًا في البحث عن إجابات عن أبسط وأهم الأسئلة في الحياة: من نحن؟ ولماذا هنا؟ وما هي غايتنا في الحياة؟
استنادًا إلى سنوات من البحوث التي توثق مخاوف وآمال الناس، ومليء بتجارب ورؤى هافينغتون الشخصية، “الغريزة الرابعة” هو استكشاف رائع ومثير لهذه الأسئلة القديمة؛ فإنه سيجلب الإلهام والغاية لكل حياة يمر بها.