الغدة الدرقية المجففة لهاشيموتو

دواء الغدة الدرقية المجففة (Thyroid Desiccated) واستخدامه في علاج مرض هاشيموتو

يُعدُّ مرض هاشيموتو من أكثر أمراض الغدة الدرقية شيوعًا، حيث يُهاجم الجهاز المناعي الغدة الدرقية ويؤدي إلى تقليل إفراز الهرمونات الدرقية، مما يسبب العديد من الأعراض التي تؤثر بشكل كبير على نوعية الحياة. من أبرز العلاجات المستخدمة في هذا السياق هو دواء “الغدة الدرقية المجففة” (Thyroid Desiccated)، الذي يُعتبر من العلاجات التقليدية المشتقة من الغدة الدرقية للحيوانات، وتحديدًا الخنازير، لتوفير مزيج من الهرمونات الدرقية الطبيعية، مثل الثايروكسين (T4) والترييودوثيرونين (T3). لكن، على الرغم من فعاليته في بعض الحالات، إلا أن هذا العلاج لم يخلُ من بعض الآثار الجانبية والمشاكل المتعلقة به، كما أشار بعض المرضى في تجاربهم.

دور دواء الغدة الدرقية المجففة في علاج مرض هاشيموتو

مرض هاشيموتو، المعروف أيضًا بالتهاب الغدة الدرقية المزمن، هو أحد الأسباب الأكثر شيوعًا في حدوث قصور الغدة الدرقية (Hypothyroidism). يعتمد علاج هذا المرض بشكل رئيسي على تعويض النقص في الهرمونات الدرقية بواسطة الأدوية التي تحتوي على هرمونات صناعية أو طبيعية، ومن أبرزها دواء الغدة الدرقية المجففة.

الغدة الدرقية المجففة عبارة عن مادة مستخلصة من غدة درقية حيوانية (عادة خنازير) تُجفف وتُعالج لتصبح على شكل أقراص أو مسحوق يمكن تناوله. تُعتبر هذه الأدوية خيارًا بديلاً لبعض المرضى الذين لا يحصلون على الفائدة المرجوة من العلاجات الاصطناعية مثل ليفوثيروكسين (Levothyroxine)، والذي هو الشكل الاصطناعي للهرمون T4.

يُعتقد أن الغدة الدرقية المجففة تحتوي على مزيج من هرموني T3 و T4، وهو ما يعتقد بعض الأطباء والمرضى أنه قد يكون أكثر فعالية لبعض الأشخاص، وخاصة أولئك الذين يعانون من مشاكل في تحويل T4 إلى T3 في الجسم. مع ذلك، هناك آراء متباينة حول فعاليته مقارنة بالأدوية الاصطناعية، وقد اختلفت نتائج الدراسات السريرية حول مدى نجاحه في علاج الأعراض.

مراجعة من أحد المرضى: تجربة مريرة مع دواء الغدة الدرقية المجففة

على الرغم من فعالية دواء الغدة الدرقية المجففة في العديد من الحالات، إلا أن هناك بعض الآثار الجانبية التي قد تظهر لدى بعض المرضى. في تجربة نشرها أحد المرضى الذي استخدم دواء “أرمور ثايرويد” (Armour Thyroid)، وهو أحد أشهر الأدوية التي تحتوي على الغدة الدرقية المجففة، فقد أشار إلى معاناته من أعراض جانبية مؤلمة استمرت لعدة سنوات.

وفقًا لهذه المراجعة، بدأ المريض في تناول الدواء في محاولة لعلاج مرض هاشيموتو، ولكن سرعان ما ظهرت أعراض جانبية لم يكن يتوقعها. من أبرز هذه الأعراض كانت:

• ظهور طفح جلدي على فروة الرأس ومنطقة خلف الأذنين.
• زيادة شديدة في الرغبة في تناول السكريات، مما أثر على النظام الغذائي والمزاج.
• اكتئاب شديد ترافق مع أفكار انتحارية.
• آلام شديدة في المعدة بعد تناول الطعام، حيث كان يشعر بالمغص بشكل دائم.
• الإسهال المستمر بعد تناول الطعام، مما جعله غير قادر على تناول معظم الأطعمة.

المؤسف في هذه التجربة أن المريض زار العديد من الأطباء، ولكن لم يشتبه أي منهم في أن هذه الأعراض قد تكون ناتجة عن دواء أرمور ثايرويد. بعد سنوات من المعاناة، اكتشف المريض أن الأعراض كانت بسبب المواد المضافة في الدواء، والتي كانت تتسبب في التفاعلات السلبية مع جسمه. وعندما توقف عن تناول الدواء، اختفت الآثار الجانبية بشكل سريع، على الرغم من أن الطفح الجلدي استغرق وقتًا أطول ليبدأ في التحسن. بعد ذلك، جرب المريض هرمون الغدة الدرقية بدون المواد المضافة (الفيلرز)، وقد لاحظ تحسنًا ملحوظًا في حالته.

من المثير للاهتمام أن المريض أشار إلى رفض التأمين الصحي تغطية تكاليف الدواء الذي يحتوي على هرمون الغدة الدرقية المجففة النقي بسبب أنه يتم تحضيره في صيدلية تحضير، بدلاً من أن يكون منتجًا مصنعًا من شركات الأدوية الكبرى.

تقييم فعالية دواء الغدة الدرقية المجففة

عند تقييم فعالية دواء الغدة الدرقية المجففة، يمكن القول إنه يحقق نجاحًا جيدًا في بعض الحالات، ولكنه قد لا يكون مناسبًا للجميع. تقييم المرضى الذين استخدموه أظهر نتائج متباينة، حيث أشار البعض إلى تحسن كبير في مستوى الطاقة والمزاج بعد استخدامه، بينما شعر آخرون بتأثيرات جانبية قد تكون غير محتملة، كما في تجربة المريض المذكورة سابقًا.

من الناحية الطبية، قد يوصي الأطباء بالغدة الدرقية المجففة في حال فشل الأدوية الاصطناعية الأخرى، خاصةً إذا كان المريض يعاني من مشاكل في تحويل T4 إلى T3. ومع ذلك، هناك تحذيرات من استخدامه بسبب عدم وجود رقابة دقيقة على تركيز هرمونات T3 و T4 في هذا النوع من الأدوية.

الآثار الجانبية الممكنة للغدة الدرقية المجففة

على الرغم من أنه يُعتبر علاجًا فعالًا لبعض المرضى، إلا أن الغدة الدرقية المجففة قد تتسبب في ظهور بعض الآثار الجانبية، وهي تشمل:

• مشاكل جلدية مثل الطفح الجلدي والحكة.
• زيادة في الوزن بسبب تراكم السوائل.
• التهيج العصبي والأرق بسبب زيادة مستويات الهرمونات.
• مشاكل في المعدة مثل الغثيان أو الإسهال.
• تسارع ضربات القلب في بعض الحالات.

يجب على المرضى الذين يختارون هذا العلاج أن يكونوا تحت إشراف طبي منتظم لضمان استجابة الجسم بشكل جيد وعدم حدوث أي تأثيرات سلبية غير متوقعة.

الموافقة والتنظيم

تمت الموافقة على دواء الغدة الدرقية المجففة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 25 يناير 2016، حيث أُعطي الضوء الأخضر لاستخدامه في حالات القصور الدرقي الناتج عن مرض هاشيموتو وغيره من الأسباب. ومع ذلك، فإن هذا العلاج لا يُعد الخيار الأول في معظم الحالات، حيث تفضل العديد من الجمعيات الطبية استخدام الأدوية الاصطناعية مثل ليفوثيروكسين نظرًا لموثوقيتها الأكبر وضبط الجرعات الدقيق.

عدد الوصفات الطبية

وفقًا للمعلومات المتوفرة، تم وصف دواء الغدة الدرقية المجففة حوالي 49 مرة، مما يعكس أن هناك عددًا معينًا من المرضى الذين يختارون هذا العلاج كبديل للأدوية الاصطناعية، خاصةً في الحالات التي تكون فيها هذه الأدوية أقل فعالية.

الخلاصة

يُعد دواء الغدة الدرقية المجففة خيارًا شائعًا لبعض مرضى هاشيموتو الذين يعانون من أعراض مزمنة بسبب قصور الغدة الدرقية. بينما قد يحقق نتائج جيدة لبعض المرضى، إلا أن هناك تحذيرات مهمة يجب أخذها في الاعتبار، مثل التفاعلات الجانبية المحتملة وتحديات التأمين. من الضروري استشارة الطبيب قبل البدء باستخدام هذا الدواء لضمان أنه الخيار الأنسب لحالة المريض وتجنب الآثار الجانبية المحتملة.