كم عدد الأسنان المؤقتة عند الطفل: دليل شامل حول التسنين المؤقت ومراحله

يمثل التسنين المؤقت أو ما يُعرف أيضًا بالأسنان اللبنية أو أسنان الحليب، مرحلة حيوية وأساسية في نمو الطفل وتطوره الجسدي، كما يلعب دورًا محوريًا في تهيئة الفم والأسنان لمرحلة التسنين الدائم لاحقًا. تُعد الأسنان المؤقتة جزءًا لا يتجزأ من الصحة الفموية للطفل، إذ تُسهم في تمكينه من المضغ والكلام والنطق بشكل صحيح، فضلًا عن دورها في الحفاظ على المسافة اللازمة للأسنان الدائمة القادمة. وعند الحديث عن عدد الأسنان المؤقتة لدى الطفل، فإن العدد الكامل لهذه الأسنان يبلغ عشرين سنًا، تتوزع بشكل متوازن بين الفكين العلوي والسفلي، ويبدأ ظهورها عادة من عمر 6 أشهر وحتى عمر ثلاث سنوات.

يتناول هذا المقال بتفصيل دقيق وشامل عدد الأسنان المؤقتة، وأهميتها، وترتيب بزوغها، والمشكلات الشائعة التي قد تواجه الطفل أثناء التسنين، إضافة إلى النصائح الطبية للحفاظ على صحة الأسنان اللبنية، وذلك ضمن سياق علمي موثق ومتكامل.

عدد الأسنان المؤقتة عند الطفل

يتكوّن الفم الكامل للطفل من 20 سنًا لبنيًا، مقسمة بالتساوي إلى:

• 10 أسنان في الفك العلوي

• 10 أسنان في الفك السفلي

وتشمل هذه الأسنان ما يلي:

تُعد هذه الأسنان مؤقتة لأنها تبدأ بالتساقط تدريجيًا بين سن 6 سنوات و12 سنة تقريبًا، لتُستبدل بالأسنان الدائمة التي تُكمل النمو الكامل للفم البشري.

مراحل بزوغ الأسنان المؤقتة

يختلف توقيت بزوغ الأسنان المؤقتة من طفل إلى آخر باختلاف العوامل الوراثية والبيئية، ولكن هنالك جدول زمني عام يُستخدم من قبل أطباء الأطفال وأطباء الأسنان لتحديد مراحل التسنين:

1. من عمر 6 إلى 10 أشهر: بزوغ القواطع السفلية المركزية.

2. من عمر 8 إلى 12 شهرًا: بزوغ القواطع العلوية المركزية.

3. من عمر 9 إلى 13 شهرًا: بزوغ القواطع الجانبية العليا.

4. من عمر 10 إلى 16 شهرًا: بزوغ القواطع الجانبية السفلية.

5. من عمر 13 إلى 19 شهرًا: بزوغ الضواحك الأولى (الطواحن اللبنية الأولى).

6. من عمر 16 إلى 22 شهرًا: بزوغ الأنياب.

7. من عمر 25 إلى 33 شهرًا: بزوغ الضواحك الثانية (الطواحن اللبنية الثانية).

يُشار إلى أن التسنين قد يُصاحبه أعراض مزعجة كارتفاع بسيط في درجة الحرارة، التهيج، فرط سيلان اللعاب، واضطرابات النوم، وهو أمر طبيعي لكنه يتطلب رعاية إضافية من الوالدين.

أهمية الأسنان المؤقتة

رغم أن هذه الأسنان تُعد “مؤقتة” بطبيعتها، فإن لها أهمية جوهرية في حياة الطفل وتطوره الصحي والنفسي والاجتماعي، وتتمثل هذه الأهمية في عدة محاور:

1. المضغ والهضم

تلعب الأسنان اللبنية دورًا رئيسيًا في تمكين الطفل من مضغ الطعام بشكل صحيح، مما يُسهّل عملية الهضم ويحسن امتصاص العناصر الغذائية الضرورية لنموه.

2. النطق السليم

تُساعد الأسنان المؤقتة في تشكيل الأصوات والكلمات بشكل سليم، حيث إن غياب بعض الأسنان في مرحلة مبكرة قد يؤثر على طريقة نطق الحروف، مما يؤدي إلى تأخر أو تشوه في النطق.

3. الحفاظ على المسافات

تُحافظ الأسنان اللبنية على المسافات التي ستشغلها الأسنان الدائمة لاحقًا، وإذا فُقدت مبكرًا فقد يؤدي ذلك إلى تزاحم الأسنان الدائمة أو نموها في أماكن غير صحيحة.

4. دور نفسي واجتماعي

تُسهم الابتسامة السليمة والمظهر الجيد للفم والأسنان في تعزيز الثقة بالنفس لدى الطفل، مما يُؤثر بشكل إيجابي على تفاعله الاجتماعي.

الفروقات بين الأسنان المؤقتة والدائمة

رغم التشابه الوظيفي بين الأسنان اللبنية والدائمة، فإن هناك العديد من الاختلافات بينهما من حيث البنية والتركيب والخصائص:

مشاكل شائعة متعلقة بالتسنين المؤقت

1. تأخر التسنين

تتراوح فترة بداية التسنين بين 6-10 أشهر، إلا أن بعض الأطفال قد يتأخر لديهم البزوغ حتى عمر 12 شهرًا أو أكثر. وقد يعود ذلك لأسباب وراثية أو نقص في بعض العناصر الغذائية مثل الكالسيوم أو فيتامين D.

2. تسوس الأسنان اللبنية

يُعد تسوس الأسنان اللبنية من المشكلات الشائعة جدًا، خاصةً عند الأطفال الذين يتناولون الحليب أو العصائر المحلاة في الزجاجة أثناء النوم. وقد يؤدي هذا التسوس إلى ألم شديد والتهاب في اللثة.

3. فقدان الأسنان المبكر

قد يُفقد الطفل سنًا لبنيًا قبل موعده الطبيعي نتيجة تسوس شديد أو إصابة، وهو ما قد يسبب مشاكل مستقبلية في نمو الأسنان الدائمة مثل التزاحم أو الانحراف.

4. التهابات اللثة والتقرحات

أثناء بزوغ الأسنان، قد تظهر تورمات مؤقتة أو تقرحات على اللثة تُسبب إزعاجًا وألمًا للطفل، وعادةً ما تكون هذه الأعراض مؤقتة وتزول بزوال السنّ من اللثة.

العناية بصحة الأسنان المؤقتة

تبدأ العناية بصحة الفم لدى الطفل منذ الأشهر الأولى من حياته، ويمكن تحقيق ذلك من خلال اتباع الإرشادات التالية:

• تنظيف فم الطفل بقطعة شاش مبللة بعد كل رضعة منذ الولادة وحتى بزوغ أول سن.

• استخدام فرشاة أسنان ناعمة خاصة بالأطفال بعد ظهور أول سن مع معجون يحتوي على نسبة مناسبة من الفلورايد (بمقدار حبة أرز).

• تجنب إعطاء الطفل زجاجة الحليب أثناء النوم.

• تقليل تناول السكريات والعصائر الصناعية.

• زيارة طبيب الأسنان للمرة الأولى بعمر سنة، ومن ثم بشكل دوري كل 6 أشهر.

• استخدام واقي الفلورايد الموضعي عند الحاجة تحت إشراف طبي.

العمر المتوقع لتساقط الأسنان المؤقتة

تبدأ الأسنان المؤقتة بالتساقط تدريجيًا في سن 6 سنوات تقريبًا وتستمر هذه المرحلة حتى عمر 12 سنة، وتبدأ هذه العملية عادة بتساقط القواطع المركزية السفلية، ثم القواطع العلوية، تليها الأنياب، ثم الطواحن الأولى والثانية.

هذه المرحلة تُعرف بـ المرحلة المختلطة حيث توجد الأسنان المؤقتة والدائمة معًا في فم الطفل، وتتطلب عناية مزدوجة واهتمامًا خاصًا من الأهل والطبيب لضمان نمو طبيعي وسليم للأسنان الدائمة.

متى يجب زيارة طبيب الأسنان؟

ينصح أطباء الأسنان ببدء زيارات دورية لطبيب الأسنان منذ عمر سنة واحدة. وهذه الزيارات تساعد على:

• فحص تطور التسنين.

• تقديم النصائح للأهل حول التغذية والعناية الفموية.

• الكشف المبكر عن أي مشكلات محتملة.

• إجراء علاجات وقائية كاستخدام الفلورايد أو السدادات الوقائية على الطواحن.

زيارة الطبيب لا ترتبط فقط بوجود ألم أو شكوى، بل تُعد جزءًا من الرعاية الوقائية الشاملة التي تضمن صحة فموية طويلة الأمد للطفل.

العلاقة بين التغذية وصحة الأسنان المؤقتة

تلعب التغذية السليمة دورًا أساسيًا في تكوين وبزوغ الأسنان، حيث تؤثر بعض العناصر الغذائية بشكل مباشر على نمو الأسنان وصلابتها، وأهم هذه العناصر:

• الكالسيوم: عنصر أساسي لتكوين العظام والأسنان، ويوجد في الحليب ومشتقاته.

• فيتامين D: يُسهم في امتصاص الكالسيوم ويُساعد في بناء الأسنان، ويوجد في أشعة الشمس وزيوت الأسماك.

• الفلورايد: يُقوي مينا الأسنان ويُقلل من خطر التسوس، ويُضاف عادة إلى مياه الشرب أو يُستخدم موضعيًا.

• الفسفور: يُساعد في تقوية بنية السن، ويوجد في اللحوم، البيض، والمكسرات.

التغذية الغنية والمتوازنة ضرورية لضمان بزوغ صحي للأسنان ومنع تساقطها المبكر.

الخلاصة

الأسنان المؤقتة ليست مجرد مرحلة انتقالية في حياة الطفل، بل تُعد حجر الأساس لصحة الفم والأسنان مدى الحياة. إن معرفة عددها، مراحل ظهورها، وأهمية العناية بها مبكرًا، أمر ضروري لكل من يرعى الأطفال. إهمال العناية بهذه الأسنان قد يُسبب مضاعفات تؤثر على الصحة العامة للطفل مستقبلًا، بدءًا من النطق والمضغ، وصولًا إلى نمو الأسنان الدائمة بشكل غير منتظم. يجب أن يُنظر إلى هذه الأسنان كاستثمار مبكر في صحة الطفل، وهي مسؤولية تشاركية بين الوالدين والطبيب والمجتمع.

المراجع:

1. American Dental Association. “Baby Teeth.” ADA.org

2. Mayo Clinic. “Teething: Tips for Soothing Sore Gums.” mayoclinic.org