العنوسة: أسبابها، تأثيراتها، وسبل علاجها

مقدمة

تعتبر العنوسة من الظواهر الاجتماعية التي تشغل اهتمام المجتمعات العربية والعالمية على حد سواء، لما لها من تأثيرات واسعة على الأفراد والأسرة والمجتمع. مصطلح العنوسة يشير إلى تأخر المرأة في الزواج إلى مرحلة تعتبر متأخرة عن المعتاد في مجتمعها، أو عدم الزواج بشكل نهائي. هذه الظاهرة ليست فقط حالة شخصية تخص المرأة، بل هي انعكاس لمجموعة من العوامل الاجتماعية، الاقتصادية، الثقافية، وحتى النفسية التي تحيط بالفرد والمجتمع.

يهدف هذا المقال إلى تقديم دراسة متعمقة حول مفهوم العنوسة، أسبابها المتعددة، تأثيراتها السلبية، والطرق الممكنة لمعالجتها على المستويات الفردية والاجتماعية، مع الاستناد إلى الدراسات الحديثة والأبحاث الاجتماعية التي تناولت الظاهرة.

تعريف العنوسة

العنوسة هي ظاهرة اجتماعية تعبر عن تأخر أو فشل المرأة في الزواج في العمر الذي يتناسب مع الأعراف والتقاليد السائدة في مجتمعها. وتختلف معايير السن التي تحدد العنوسة من مجتمع لآخر، ففي بعض المجتمعات العربية يُعتبر الزواج المتأخر بعد سن الخامسة والعشرين أو السادسة والعشرين عنوسة، بينما قد تكون هذه المعايير مختلفة في ثقافات أخرى.

كما يُطلق مصطلح العنوسة أحياناً على الرجل الذي لم يتزوج رغم بلوغه سن معينة، إلا أن التركيز الأكبر في الدراسات والحديث الشعبي يكون على المرأة.

أسباب العنوسة

تتعدد أسباب العنوسة وتتداخل بين عوامل اقتصادية، اجتماعية، ثقافية، نفسية، وأحياناً جينية، مما يجعل فهم هذه الظاهرة معقداً ويحتاج إلى تحليل شامل.

1. الأسباب الاقتصادية

تعتبر العوامل الاقتصادية من أهم الأسباب التي تؤدي إلى العنوسة، حيث تلعب الظروف المالية دوراً كبيراً في قرار الزواج. من هذه الأسباب:

• ارتفاع تكاليف الزواج