طريقة العناية بالشعر بعد الصبغة: دليل شامل للعناية اليومية والاحترافية

تُعدّ صبغة الشعر من أبرز الوسائل التجميلية التي تلجأ إليها النساء والرجال على حدّ سواء لتغيير المظهر، أو لإخفاء الشيب، أو لتجديد الإطلالة. ولكن رغم النتائج الجمالية الفورية التي تمنحها الصبغة، فإنها تُعرّض الشعر لمجموعة من العوامل الكيميائية القاسية التي قد تؤدي إلى تلفه، جفافه، وفقدان لمعانه الطبيعي. وبالتالي تصبح العناية بالشعر المصبوغ ضرورة لا خيارًا، للحفاظ على صحة الشعر ومظهره الجميل لأطول فترة ممكنة.

في هذا المقال المفصل، سيتم تناول جميع الجوانب المتعلقة بالعناية بالشعر بعد الصبغة، بدءًا من فهم تأثير الصبغة على الشعر، مرورًا بروتين العناية اليومي، وصولًا إلى تقنيات الحماية العميقة، والعلاجات المنزلية والطبيعية التي تدعم صحة الشعر المصبوغ. وسيتضمن المقال أيضًا جدولًا يوضح أنواع الزيوت والأقنعة المناسبة لكل نوع شعر مصبوغ.

التأثير الكيميائي للصبغة على بنية الشعر

عندما يُصبغ الشعر، يخضع لعملية كيميائية تغيّر بنيته. تحتوي معظم صبغات الشعر الدائمة على مواد مؤكسدة مثل بيروكسيد الهيدروجين والأمونيا، والتي تُستخدم لفتح الطبقة الخارجية للشعرة (الكيتيكل) والسماح للمادة اللونية بالتغلغل داخل الشعر. هذه العملية تُحدث خللاً في توازن الشعر الطبيعي من حيث الترطيب والبروتين، مما يجعله أكثر عرضة للتقصف، الجفاف، وفقدان الحيوية.

كما أن الصبغات الفاتحة أو التبييض (Bleaching) تسبب ضررًا أكبر لأنها تُزيل الصبغة الطبيعية من الشعرة، ما يؤدي إلى ضعف في بنيتها الداخلية. لهذا السبب، فإن الشعر المصبوغ يحتاج إلى عناية خاصة تختلف عن العناية بالشعر الطبيعي أو غير المعالج.

العناية اليومية بالشعر بعد الصبغة

استخدام شامبو وبلسم مخصصين للشعر المصبوغ

أول خطوة في العناية بالشعر المصبوغ تبدأ باختيار المنتجات المناسبة. يُنصح باستخدام شامبو خالٍ من الكبريتات (Sulfate-Free) لأنه لطيف على الشعر ولا يزيل الزيوت الطبيعية أو الصبغة بسرعة. كما يجب أن يكون البلسم غنيًا بالمواد المرطبة والمغذية مثل البروتينات، الكيراتين، وفيتامين E.

الشامبو الخاص بالشعر المصبوغ يحتوي على مركّبات تثبّت اللون وتحافظ على لمعانه لأطول فترة ممكنة، كما تقلل من بهتان اللون الناتج عن الغسيل المتكرر.

غسل الشعر بعد الصبغة

يفضّل عدم غسل الشعر لمدة 48-72 ساعة بعد الصبغة، لأن اللون يحتاج إلى وقت للتثبيت داخل الشعرة. بعدها، يجب غسل الشعر بماء فاتر وليس ساخن، لأن الماء الساخن يفتح المسام ويسرّع من فقدان اللون.

تقليل عدد مرات الغسيل

ينصح بتقليل غسل الشعر إلى مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيًا، ما يساعد على الحفاظ على الزيوت الطبيعية وعلى ثبات اللون. في الأيام الأخرى، يمكن استخدام الشامبو الجاف (Dry Shampoo) لامتصاص الزيوت وتنظيف فروة الرأس دون تعريض الشعر للماء.

الترطيب والتغذية العميقة

الشعر المصبوغ أكثر عرضة للجفاف، لذا يجب تعويضه عن الترطيب المفقود من خلال:

استخدام أقنعة الشعر الأسبوعية

الأقنعة الغنية بالكيراتين والزيوت النباتية (مثل زيت الأرجان، زيت جوز الهند، وزيت الجوجوبا) تساهم في إعادة بناء ألياف الشعر وتحسين مرونته ولمعانه. يوصى باستخدام ماسك مرة إلى مرتين في الأسبوع وتركه لمدة لا تقل عن 20 دقيقة.

السيروم والزيوت بعد الاستحمام

تطبيق السيروم أو الزيوت الخفيفة على أطراف الشعر بعد الاستحمام يساعد على حمايته من العوامل الخارجية مثل التلوث، الحرارة، والرطوبة. الزيوت تساهم أيضًا في تقليل الهيشان ومنح الشعر مظهرًا صحيًا.

الحماية من الحرارة وأشعة الشمس

تجنب أدوات التصفيف الحرارية

الحرارة من مجفف الشعر والمكواة الكهربائية تسبب تكسّر الشعر المصبوغ بسرعة. يجب استخدام أدوات التصفيف الحراري فقط عند الضرورة، مع تطبيق واقي حراري مسبقًا لحماية الشعرة من التلف.

الحماية من الشمس

التعرض لأشعة الشمس يؤدي إلى بهتان لون الشعر المصبوغ. ينصح باستخدام منتجات تحتوي على واقي شمسي للشعر، أو ارتداء قبعة عند الخروج في فترات النهار الطويلة.

تقليم أطراف الشعر بانتظام

قص أطراف الشعر كل 6-8 أسابيع ضروري للحفاظ على مظهر صحي والتخلص من التقصف الناتج عن الصبغة. هذه الخطوة تساهم في تحفيز النمو وتحسين توزيع الزيوت الطبيعية.

التغذية السليمة ودورها في صحة الشعر المصبوغ

الفيتامينات والمعادن تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على قوة ولمعان الشعر المصبوغ. من الضروري إدخال الأطعمة الغنية بالبروتينات، الحديد، الزنك، وأوميغا-3 إلى النظام الغذائي مثل:

• البيض

• السلمون

• السبانخ

• الجوز واللوز

• البقوليات

كما يمكن تناول مكملات غذائية خاصة بالشعر تحت إشراف طبي لتعويض أي نقص في العناصر الغذائية الأساسية.

العلاجات الطبيعية للشعر المصبوغ

استخدام الوصفات الطبيعية يُعتبر وسيلة فعّالة وآمنة لدعم صحة الشعر المصبوغ، ومنها:

ماسك زيت جوز الهند والعسل

• ملعقتان من زيت جوز الهند

• ملعقة من العسل الطبيعي

تُخلط المكونات وتُوضع على الشعر لمدة 30 دقيقة ثم تُغسل بماء فاتر. هذا القناع يساعد على ترطيب الشعر بعمق وإعادة اللمعان المفقود.

ماسك الزبادي والألوفيرا

• 3 ملاعق زبادي

• 2 ملعقة جل ألوفيرا

قناع غني بالبروتين والفيتامينات، يقوي ألياف الشعر ويخفف من الجفاف الناتج عن الصبغة.

جدول الزيوت المناسبة حسب نوع الشعر المصبوغ

تقنيات إضافية للعناية الاحترافية

جلسات البروتين والكيراتين

تلجأ بعض السيدات إلى جلسات البروتين أو الكيراتين في صالونات التجميل لتعويض البروتين المفقود من الشعر بعد الصبغة. هذه الجلسات تعزز من نعومة الشعر وقوته، ولكن يجب اختيار مراكز معتمدة لتجنب المنتجات الضارة التي تحتوي على فورمالدهيد.

حمامات الزيت الساخنة

تُعدّ حمامات الزيت الساخنة واحدة من أفضل الوسائل المنزلية لعلاج الشعر المصبوغ. يتم تدفئة الزيت المناسب وتدليك فروة الرأس والشعر به ثم لفه بمنشفة دافئة لمدة ساعة.

أهم المحاذير التي يجب تجنبها بعد صبغ الشعر

• تجنب صبغ الشعر بشكل متكرر خلال فترات قصيرة.

• الامتناع عن تعريض الشعر للماء المالح أو ماء الكلور (المسابح) مباشرة بعد الصبغة.

• الامتناع عن استخدام المنتجات الكيميائية مثل فرد الشعر أو التجعيد الصناعي بعد الصبغة مباشرة.

• تجنب تسريح الشعر المبلل لأنه في أضعف حالاته وقد يتعرض للتكسر بسهولة.

خلاصة العناية المثلى بالشعر بعد الصبغة

إن الحفاظ على جمال ولمعان الشعر المصبوغ يتطلب التزامًا بروتين دقيق للعناية اليومية والتغذية العميقة. من الضروري فهم تأثير الصبغات على بنية الشعر، والحرص على استخدام المنتجات المناسبة، إلى جانب تقنيات الترطيب والتغذية، والابتعاد عن الممارسات الخاطئة التي تؤدي إلى تلف الشعر بسرعة. اعتماد نظام غذائي متوازن، واستخدام الزيوت الطبيعية والأقنعة المناسبة لكل نوع شعر، يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في مظهر الشعر وصحته بعد الصبغة.

المصادر:

1. American Academy of Dermatology (aad.org) – Hair Dye and Hair Care Guidelines

2. Journal of Cosmetic Science – “Effect of hair dyes on hair structure and integrity”