كيفية العناية بالشعر المصبوغ بالأشقر: دليل شامل للحفاظ على اللون والصحة

تُعد صبغة الشعر الأشقر من أكثر الخيارات الجمالية جرأة وأناقة، إلا أن الحفاظ على لونها وتألقها يتطلب معرفة دقيقة وإجراءات عناية مكثفة. فالشعر المصبوغ بالأشقر، سواء بدرجاته البلاتينية الباردة أو الدافئة الذهبية، يتعرض لتحديات متعددة تشمل الجفاف، التكسر، بهتان اللون، والتلف الناتج عن المعالجة الكيميائية القوية التي ترافق عملية التفتيح. ولذلك، فإن العناية بالشعر المصبوغ بالأشقر تتطلب روتينًا منظمًا يحتوي على ممارسات دقيقة ومنتجات مخصصة للحفاظ على صحة الشعر ولمعانه ولونه.

في هذا المقال، سيتم تقديم دليل تفصيلي للعناية بالشعر المصبوغ بالأشقر، يتضمن خطوات روتينية، نصائح وقائية، اختيار المنتجات المثالية، مع التركيز على الجوانب البيوكيميائية والتجميلية التي تلعب دورًا حاسمًا في دعم بنية الشعرة بعد تعرضها للتفتيح والصبغة.

أولاً: فهم طبيعة الشعر المصبوغ بالأشقر

تعتبر عملية تفتيح الشعر (Bleaching) أحد أكثر الإجراءات الكيميائية تأثيراً على بنية الشعرة. ففي هذه العملية، يتم فتح قشرة الشعرة (Cuticle) باستخدام المواد المؤكسدة، وخاصة بيروكسيد الهيدروجين (H₂O₂) والأمونيا، لإزالة الصبغة الطبيعية (الميلانين). ونتيجة لذلك، يفقد الشعر الكثير من البروتينات، ويضعف تماسك طبقاته، مما يجعله أكثر هشاشة وجفافًا. لذلك، الشعر الأشقر المصبوغ بحاجة إلى دعم خاص لإعادة التوازن للبروتين والرطوبة، وتعويض ما فقده من مغذيات أساسية.

ثانياً: جدول العناية الأسبوعي بالشعر الأشقر المصبوغ

ثالثاً: المنتجات الأساسية للعناية بالشعر الأشقر المصبوغ

1. الشامبو البنفسجي (Purple Shampoo)

يعمل الشامبو البنفسجي على معادلة الألوان غير المرغوب بها، مثل درجات النحاسي أو الأصفر، التي تظهر مع مرور الوقت نتيجة التأكسد والتعرض للشمس. تُعد الأصباغ البنفسجية المضافة إليه ضرورية لأنها تقابل اللون الأصفر في دائرة الألوان، مما يعيد التوازن للون الأشقر.

2. البلسم العميق المعزز بالبروتين

الشعر الذي تم تفتيحه بحاجة إلى بلسم يحتوي على بروتينات مهندسة خصيصاً لتقوية الشعر من الداخل. البروتينات مثل الكيراتين، الكولاجين، والأحماض الأمينية تساعد على ملء الفجوات في بنية الشعرة، مما يحسن مرونتها ويقلل من تقصف الأطراف.

3. الزيوت الطبيعية المرطبة

الزيوت مثل زيت الأرغان وزيت جوز الهند تمتلك خواص اختراقية لقشرة الشعرة، مما يسمح لها بالوصول إلى البنية الداخلية. فهي توفر ترطيبًا عميقًا، وتساعد على الحماية من التلف الناتج عن الحرارة، وتحافظ على لمعان اللون.

4. السيروم الحراري الواقي

قبل استخدام المجفف أو مكواة الشعر، يجب تطبيق سيروم واقٍ من الحرارة. هذا السيروم يشكل حاجزًا حراريًا يقي الطبقات الخارجية من التبخر والتشقق الناتج عن درجات الحرارة العالية.

رابعاً: عادات يومية تؤثر على الشعر المصبوغ بالأشقر

1. تقليل عدد مرات غسل الشعر

ينصح بغسل الشعر مرتين أسبوعياً فقط، باستخدام ماء بارد أو فاتر، لأن الماء الساخن يفتح القشرة مما يؤدي إلى تسرب اللون وفقدان الرطوبة بسرعة.

2. تجنب الأدوات الحرارية قدر الإمكان

المكواة والمجفف الكهربائي يتسببان في إجهاد بصيلات الشعر، وتفاقم جفافه. لذا، يُفضل تجفيف الشعر بالهواء الطلق قدر المستطاع، أو استخدام أدوات حرارية بدرجات منخفضة بعد تطبيق الحماية المناسبة.

3. تجنب الماء المعالج بالكلور

المسابح تحتوي على نسب عالية من الكلور، والذي يتفاعل مع الصبغة ويتسبب في تغيير اللون إلى درجات خضراء باهتة. لذلك، يُنصح باستخدام قبعة السباحة أو تطبيق زيت حماية قبل السباحة.

4. استخدام أغطية وسائد حريرية

الأقمشة القطنية تمتص الزيوت الطبيعية من الشعر، وتؤدي إلى الاحتكاك الذي يُضعف الشعرة. أما الأغطية الحريرية فهي تقلل من هذا الاحتكاك، وتحافظ على الرطوبة واللمعان.

خامساً: تقنيات علاج الشعر التالف بعد الصبغة

1. العلاج بالكيراتين النباتي

العلاجات البروتينية مثل الكيراتين النباتي تساعد في إصلاح الطبقة الخارجية من الشعرة، وتحسين مرونتها، وهي مثالية للشعر الذي فقد مرونته بفعل التفتيح المتكرر.

2. العلاج بالأولابلكس (Olaplex)

Olaplex هو منتج ثوري يُستخدم أثناء وبعد عملية الصبغ، يعمل على إعادة الربط بين جسور ثنائي الكبريتيد (Disulfide Bonds) داخل الشعرة، والتي تُكسر أثناء التعرض للمواد الكيميائية. استخدامه بانتظام يعيد القوة الطبيعية للشعر، ويقلل من التقصف بشكل واضح.

سادساً: النظام الغذائي ودوره في دعم صحة الشعر المصبوغ

لا تكتمل العناية بالشعر دون تغذية الجسم بشكل صحيح. فالشعر يتكون من الكيراتين، وهو نوع من البروتين، وبالتالي فإن النظام الغذائي الغني بالبروتينات، والفيتامينات، والمعادن يساهم بشكل مباشر في تحسين مظهر وصحة الشعر.

العناصر الغذائية الضرورية:

• البيوتين (B7): يعزز نمو الشعر ويقوي بصيلاته.

• الزنك: يلعب دوراً في تجديد الخلايا، وتقوية فروة الرأس.

• الحديد: ضروري لتغذية بصيلات الشعر بالأوكسجين.

• أوميغا 3: تحسن من نعومة ولمعان الشعر.

• فيتامين A وE: مضادات أكسدة طبيعية تدعم صحة فروة الرأس.

يمكن الحصول على هذه العناصر من خلال تناول الأسماك، البيض، المكسرات، السبانخ، الجزر، والأفوكادو.

سابعاً: الأخطاء الشائعة التي يجب تجنبها عند العناية بالشعر الأشقر المصبوغ

1. تطبيق الصبغة على شعر تالف أساساً: يؤدي إلى مضاعفة الضرر، خصوصاً في الأطراف.

2. إهمال قص الأطراف بشكل دوري: تقصف الأطراف ينتشر صعودًا في الشعر، ويؤدي إلى مظهر باهت.

3. استخدام منتجات تجارية غير مخصصة للشعر المصبوغ: تحتوي على مواد كيميائية قد تزيل اللون أو تزيد من الجفاف.

4. الإفراط في استخدام الشامبو البنفسجي: قد يؤدي إلى تكوّن طبقة بنفسجية غير متجانسة في الشعر إذا تم استخدامه أكثر من اللازم.

5. عدم استخدام واقي شمس للشعر: الأشعة فوق البنفسجية تسبب تأكسد اللون وبهتانه.

ثامناً: الجدول الزمني الأمثل لتجديد اللون والعناية الاحترافية

تاسعاً: خيارات بديلة للتفتيح بدون تلف

بالنسبة لمن يرغبون في الحصول على لون أشقر دون المرور بأضرار كبيرة، هناك خيارات بديلة مثل استخدام صبغات خالية من الأمونيا، أو التفتيح التدريجي باستخدام الزيوت الطبيعية، أو اعتماد تقنية Balayage التي تتيح تفتيح أجزاء محددة من الشعر مع الحفاظ على الجذور الطبيعية لتقليل الإجهاد الكيميائي.

عاشراً: الخلاصة التجميلية والعلمية للعناية بالشعر المصبوغ بالأشقر

العناية بالشعر المصبوغ بالأشقر تتطلب تكاملًا بين عدة جوانب، تبدأ من اختيار المنتجات المخصصة، وتنتهي بتبني نمط حياة يدعم صحة الشعر من الداخل والخارج. كل إجراء يتم اتخاذه يجب أن يكون قائماً على فهم علمي لطبيعة الشعر بعد التفتيح، وكيفية استعادة توازنه البيوكيميائي. فالجمال الحقيقي يكمن في الصحة، وأي لون شعري لا يمكن أن يظهر بشكل جذاب إذا لم يكن مدعوماً بشعر صحي ولامع ومتين.

المراجع:

1. Journal of Cosmetic Dermatology, “Hair structure and damage due to cosmetic procedures: a review” (2021).

2. American Academy of Dermatology, “Hair care for chemically treated hair”, AAD.org.