العناية بالبشرة شتاءً وخريفاً

أسرار العناية بالبشرة في فصلي الخريف والشتاء

تتغير احتياجات البشرة بتغير الفصول، وتحديدًا في فصلي الخريف والشتاء، حيث تنخفض درجات الحرارة وتقل الرطوبة في الجو، ما يؤدي إلى جفاف الجلد وتفاقم مشاكل البشرة المختلفة مثل التقشر، الاحمرار، الحكة، وظهور التشققات. وتتأثر جميع أنواع البشرة بهذه التحولات المناخية، سواء كانت جافة أو دهنية أو مختلطة. لذلك فإن العناية بالبشرة خلال هذين الفصلين تتطلب اهتمامًا خاصًا يتجاوز الروتين العادي، ويعتمد على خطوات مدروسة ومكونات فعالة.

تتكشف في هذا المقال الموسع أسرار وأساليب العناية بالبشرة في فصلي الخريف والشتاء وفق أحدث ما توصل إليه خبراء الجلدية والتجميل، مع التركيز على الطرق الطبيعية والمنتجات التي أثبتت فعاليتها، إلى جانب جدول يلخص الخطوات اليومية والأسبوعية المثلى للعناية بالبشرة في الأجواء الباردة.

تغير المناخ وتأثيره على البشرة

في الخريف، تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض تدريجيًا، وتكون الرطوبة لا تزال موجودة نسبيًا لكنها في انخفاض مستمر. ومع حلول الشتاء، تصبح الأجواء جافة وقاسية بشكل ملحوظ، ويصبح الهواء البارد عاملًا مباشرًا في سلب البشرة رطوبتها الطبيعية.

يؤدي الهواء البارد والرياح الشديدة إلى تجريد الطبقة السطحية من الجلد من زيوتها الطبيعية، مما يضعف الحاجز الجلدي ويجعله أكثر عرضة لفقدان الماء. كما أن استخدام التدفئة الداخلية يزيد من جفاف الجو في الأماكن المغلقة، وهو ما يزيد من المشكلة سوءًا. هذا المناخ يمكن أن يؤدي إلى ظهور الإكزيما، تشقق الشفاه، التهاب البشرة، تفاقم حب الشباب، وظهور بقع جافة مزعجة على الجلد.

التغيرات الأساسية المطلوبة في روتين العناية بالبشرة

خلال الخريف والشتاء، يجب تعديل روتين العناية بالبشرة بالكامل بما يتناسب مع الظروف البيئية الجديدة. فيما يلي أبرز التحولات التي ينبغي الالتزام بها:

1. استخدام منظف لطيف لا يجفف البشرة

ينبغي التوقف عن استخدام أنواع المنظفات القاسية التي تحتوي على الكبريتات أو الكحول. يُفضل اختيار منظف يحتوي على مكونات مرطبة مثل الجليسرين أو حمض الهيالورونيك، والتي تنظف البشرة دون الإخلال بتوازنها الطبيعي. المنظفات الرغوية القوية تسحب الدهون الطبيعية من البشرة، بينما في فصل الشتاء نحتاج للحفاظ على هذا الحاجز الدهني.

2. الترطيب المكثف والدائم

الترطيب هو حجر الزاوية في العناية بالبشرة خلال الطقس البارد. تحتاج البشرة إلى مرطبات غنية بالدهون والزيوت الطبيعية مثل زبدة الشيا، زيت اللوز الحلو، زيت الجوجوبا، واللانولين. يُفضل استخدام مرطب بعد تنظيف البشرة مباشرةً للاستفادة من الرطوبة العالقة بها. ويجب استخدام المرطب مرتين يوميًا على الأقل.

3. استخدام واقي الشمس حتى في الأيام الغائمة

يخطئ الكثيرون في تجاهل استخدام واقي الشمس خلال الخريف والشتاء، رغم أن الأشعة فوق البنفسجية تظل نشطة حتى في الأجواء الغائمة. يجب استخدام واقي شمس واسع الطيف بعامل حماية لا يقل عن 30 للحماية من تلف الخلايا وتصبغات البشرة.

4. إضافة الزيوت الطبيعية إلى الروتين

الزيوت النباتية تعد من أفضل الوسائل لترميم البشرة التالفة. يمكن استخدام زيت الأرغان، زيت الورد، أو زيت بذور العنب على الوجه ليلًا، أو حتى خلط بضع قطرات منها مع المرطب لزيادة تأثيره. الزيوت تعزز من الحاجز الواقي للبشرة وتقلل من تبخر الماء منها.

5. التقشير الخفيف المنتظم

رغم أهمية الترطيب، إلا أن التقشير يبقى ضروريًا للتخلص من خلايا الجلد الميتة التي تتراكم على سطح البشرة. يُنصح باستخدام مقشر كيميائي لطيف مثل حمض اللاكتيك أو حمض الجليكوليك مرة واحدة أسبوعيًا، وتجنب المقشرات الفيزيائية القوية التي قد تهيج البشرة الحساسة في الشتاء.

6. العناية الخاصة بالمناطق الحساسة

الشفاه، وحول العينين، واليدين، هي مناطق تتأثر بسرعة شديدة بالبرودة. يجب استخدام بلسم شفاه غني بالزيوت، وكريم خاص للعين بتركيبة مرطبة، وكريم يدين يحوي الجلسرين أو البانثينول.

7. ترطيب الهواء في المنزل

الاعتماد على أجهزة التدفئة في الشتاء يؤدي إلى جفاف الجو الداخلي، وهو ما ينعكس سلبًا على الجلد. يُفضل استخدام جهاز ترطيب (Humidifier) في غرف النوم والمعيشة للحفاظ على رطوبة معتدلة في الهواء.

8. شرب كميات كافية من الماء

في الطقس البارد يقل الشعور بالعطش، لكن الجسم لا يزال بحاجة ماسة إلى الترطيب الداخلي. الحفاظ على شرب ما لا يقل عن 2 لتر من الماء يوميًا يساعد في إبقاء الجلد نضرًا ورطبًا من الداخل.

المكونات الأساسية للعناية بالبشرة في الطقس البارد

عند اختيار منتجات العناية بالبشرة لفصلي الخريف والشتاء، يُفضل التركيز على المنتجات التي تحتوي على المكونات التالية:

العناية بالبشرة حسب نوعها في الخريف والشتاء

البشرة الجافة

هي الأكثر تأثرًا بالبرودة، حيث تصبح مشدودة ومائلة للتقشر. تحتاج إلى ترطيب كثيف ومستمر باستخدام كريمات سميكة تحتوي على زبدة الشيا والسيراميد، بالإضافة إلى الزيوت الطبيعية. يُفضل تجنب المياه الساخنة أثناء الغسيل لأنها تزيد من الجفاف.

البشرة الدهنية

رغم ما يبدو من اعتقاد شائع بأن البشرة الدهنية لا تحتاج إلى ترطيب، إلا أنها في الواقع قد تصبح أكثر دهنية كرد فعل للجفاف. يُنصح باستخدام مرطبات خفيفة بتركيبة خالية من الزيوت ولكن تحتوي على الجليسرين أو الهيالورونيك. من الضروري أيضًا غسل الوجه بمنظف خفيف لا يحتوي على الكحول.

البشرة المختلطة

تتطلب توازنًا دقيقًا بين الترطيب والتنظيف. يمكن استخدام مرطب خفيف في منطقة الـT-Zone، وكريم أثقل على مناطق الخدود الجافة. يُنصح باستخدام منظف معتدل مع تقشير أسبوعي خفيف.

البشرة الحساسة

تعاني بشكل كبير من البرودة والرياح، وتصبح معرضة للتهيجات بسرعة. يُفضل استخدام منتجات خالية من العطور والبارابين، ومكونات مهدئة مثل الألوفيرا والبابونج. يجب تجنب أي تقشير قاسٍ أو استخدام منتجات متعددة في وقت واحد.

عناية أسبوعية عميقة

من المهم أن تحتوي خطة العناية بالبشرة الأسبوعية خلال فصل الشتاء على جلسات عناية عميقة تعزز الترطيب وتجدد الخلايا:

• قناع ترطيب عميق: يفضل استخدام قناع يحتوي على خلاصة الخيار أو الهيالورونيك مرة إلى مرتين أسبوعيًا.

• حمام بخار معتدل: يساعد على فتح المسام وتسهيل امتصاص العناصر المرطبة، وينبغي أن يتبعه ترطيب مباشر.

• مساج الوجه بزيت دافئ: يساهم في تحفيز الدورة الدموية وترخية العضلات، كما يسمح بامتصاص أفضل للزيوت العلاجية.

نصائح غذائية لبشرة صحية في الشتاء

التغذية تلعب دورًا كبيرًا في الحفاظ على صحة الجلد، خاصة في الأجواء القاسية. ينصح بالإكثار من الأطعمة الغنية بالأوميغا 3 مثل السمك وبذور الكتان، والمأكولات الغنية بالفيتامين A و E كالجزر والسبانخ والمكسرات. كما يُفضل تجنب الأطعمة المعالجة والمليئة بالسكر والتي تزيد من التهابات الجلد.

دور العلاجات الجلدية التجميلية في الشتاء

يمكن اعتبار فصل الشتاء وقتًا مناسبًا لإجراء بعض العلاجات الجلدية التي قد تكون غير مناسبة في الصيف، مثل:

• التقشير الكيميائي المتوسط والعميق

• العلاج بالليزر لعلاج التصبغات أو التجاعيد

• المايكرونيدلينغ لتحفيز إنتاج الكولاجين

يعود ذلك إلى قلة التعرض لأشعة الشمس، مما يقلل من احتمالات التصبغ بعد العلاج.

الخلاصة

العناية بالبشرة في فصلي الخريف والشتاء ليست ترفًا تجميليًا بل ضرورة صحية وجمالية في آنٍ واحد. تتطلب مواجهة الجفاف والتقلبات المناخية تعديلًا في نمط الحياة واختيار منتجات تناسب الظروف الجديدة. تطبيق روتين يومي مبني على التنظيف اللطيف، الترطيب العميق، الحماية من الشمس، والغذاء الصحي يمكن أن يحافظ على نضارة البشرة وحيويتها مهما اشتدت برودة الطقس.

المراجع

1. American Academy of Dermatology Association. “Winter skin care.” aad.org

2. Mayo Clinic. “Dry skin: Diagnosis and treatment.” mayoclinic.org