في كتاب “العمل الاجتماعي والمرأة – قراءة في الدراسات العربية واللبنانية ج1” للمؤلف البزري، يتناول النقاش الدائر حول زيادة الاهتمام بالجمعيات الأهلية أو غير الحكومية، حيث يرى بعض الدارسين أن هذا الاهتمام يعكس عجز الدولة في تلبية احتياجات المجتمع المتزايدة. ومن جهة أخرى، يربط البعض الزيادة في هذه الجمعيات بانهيار عقد الأحزاب الزمنية وفشل مشاريعها المستقبلية ذات الطابع الشمولي.
يشيد الباحثون الآخرون بهذه الظاهرة، معتبرينها دليلاً على عافية وديناميكية المجتمع المدني، الذي لم تستطع “الدولة” المتجاوزة بتوجهها المركزي أو التسلطي أو الفوقي السيطرة عليه. ورغم أهمية هذه التخمينات، إلا أنها ليست محل مناقشتنا الحالية، فقد تم تخصيص نص الكتاب لإبراز نتائج الدراسات التي تتناول الجمعيات الأهلية أو غير الحكومية، وتحرير المعرفة المتعلقة بها من سيطرة وسائل الإعلام التي ألقت بظلالها عليها بوسائل متعددة.
تأتي هذه الدراسة الببليوغرافية كنتاج لجهد مشترك، حيث اتخذت شكلها الحالي في سياق تعاون وحماس تؤدي إلى تحسينها وتطويرها عبر النقاش المستمر وعمليات المراجعة. وفي رؤيتنا، أصبحت هذه الدراسة أكثر فائدة وفعالية بفضل هذه العمليات، وذلك بشكل يتجاوز ما كانت عليه لو كانت محل اهتمام فردي دون تبادل الآراء والخبرات.
وكما نرى، يمثل الكتاب مقدمة لدراسة أكبر، تسعى إلى استكشاف المميزات الفريدة لمشاركة النساء في العمل الاجتماعي. يتضح من خلال الصفحات الـ206 المليئة بالمعلومات أن الكتاب يعكس الجهود المبذولة من قبل دار الجديد وتجمع الباحثات اللبنانيات في إبراز أهمية مشاركة النساء في هذا المجال، مسلطين الضوء على الفئة النسائية وشؤون المرأة في سياق أوسع يعتبر غنياً بالتفاصيل والتحليلات.
وفي الختام، يظهر الكتاب بغلافه العادي كعمل يحمل في طياته الكثير من المعرفة والبحث، ويأخذ القارئ في رحلة عبر عالم العمل الاجتماعي ودور المرأة في تحقيق التغيير والمساهمة في بناء مجتمع أكثر تقدما واستدامة.