“العالم العربي في ضيافة العدمية”، للكاتب عزيز الحدادي، يشكل بلا شك مقامرة جريئة في فضاء الفكر والفلسفة العربية. إنه كتاب يتنفس الإيجابية وينبض بحماسة مثيرة، حيث يقدم دعوة قوية ومؤثرة لاستحضار جوهر الفرح والسرور في حياة الفرد والمجتمع. يتجلى ذلك من خلال دعوته الشغوفة إلى إشعال شعلة المباهج والفرح، كما لو كانت تحل هذه اللحظة الفريدة بمثابة عيد يتم الاحتفال به بتواجد الجميع.
في قلب هذا الكتاب، نجد رسالة تنادي بفن الاحتفال والاستمتاع، وهو فن لا يمكن للإنسان أن يتذوقه بجماله إلا في لحظات احتفال بعيد الحرية. فعندما يحتفل الإنسان بحريته، يبدأ في استشعار جوهر الإبهار والاكتشاف، ويعيش تجربة التحرر الحقيقية من قيود العقل المحدودة.
ومن جماليات هذا الكتاب أيضًا، التأكيد على أن ما يجعل عصرنا عظيمًا هو الاعتراف بقيمة الحرية وسيادة الفكر. إنه استنتاج عميق يبرز أهمية الحرية في تقدم الأمم وتطورها، ويسلط الضوء على أهمية احترام حرية التفكير والتعبير كأساس أساسي لتطور المجتمعات وازدهارها.
بفضل غلافه الورقي الذي يتناسب مع محتواه العميق، يقدم “العالم العربي في ضيافة العدمية” عرضًا ممتعًا لمفاهيم الفلسفة والفكر الحر، ويستحضر القارئ إلى رحلة مثيرة في عالم الأفكار والتأملات. بتأليف عزيز الحدادي ونشره عام 2009 عن مؤسسة الانتشار العربي، يعتبر هذا الكتاب إضافة قيمة إلى مكتبة الفلسفة العربية، ويستحق المكانة الرفيعة في رفوف القراء المتأملين والمفكرين.