رواية “الطريق الذي يطير فيه الغراب: رواية” للكاتبة آن-ماري ماكدونالد تعد إحدى الأعمال المنتظرة بشغف، حيث تأخذنا الكاتبة في رحلة عبر عالم ما بعد الحرب. بالنسبة للشابة مادلين مكارثي، ذات الثمانية أعوام والمفعمة بالحيوية، يكون نقل عائلتها إلى قاعدة جوية هادئة بالقرب من الحدود الكندية الأمر الذي يُرحِّب به في البداية، حيث تشعر بالأمان في حضن عائلتها دون أن تدرك أن والدها، جاك، مشغول في شبكة من الأسرار الخاصة به.
تعيش مادلين في ستينيات القرن العشرين، وهي فترة مليئة بالتفاؤل والحماس نتيجة للسباق الفضائي ولكنها مظلمة بسبب خطر الحرب الباردة. تعكس هذه الفترة من خلال خيال الطفلة مادلين، التي تقودنا إلى عالمها الخاص. ومع ذلك، تكون القاعدة مأوىًا لبعض السكان الغريبين، بما في ذلك عائلة فروهليخ الغير تقليدية، والسيد مارش الغريب، الذي يحمل سرًا ثقيلًا يحمله الأطفال على عاتقهم. ثم يحدث الحادث، ويتداخل جريمة قتل محلية جدًا مع قوى عالمية، مربطة الأطراف معًا للأبد.
مع تصاعد التوتر في منزل عائلة مكارثي، يجب على جاك أن يقرر أين تكمن ولائه، وتتعلم مادلين عن تداخل الأخلاق الإنسانية – درس سيظهر فقط عندما يتم تجديد البحث عن الحقيقة والقاتل بعد عشرين عامًا. “الطريق الذي يطير فيه الغراب” هي رواية مثيرة وغنية في آن واحد. بفضل نظرتها الدقيقة للعجائبية والسخرية الإنسانية، تستحضر آن-ماري ماكدونالد ببراعة ألم وارتباك الطفولة في عالم بالغ يحمل في طياته الكثير من المغامرات.
تُظهر الرواية بشكل محب وفضح للعصر الذي كانت فيه، تكون “الطريق الذي يطير فيه الغراب” عملًا ذا قلب كبير وذكاء فائق.