رواية “الطامع في الفضائح” (Scandalmonger)، التي كتبها الكاتب وليام سافاير، تعد واحدة من أبرز الأعمال الأدبية التاريخية والتي تكشف الجانب غير الشريف من آباء الأمة الأمريكية المؤسسين، وذلك عبر قلم الكاتب الحائز على جائزة بوليتزر. تأتي هذه الرواية كشاهد على الفضائح السياسية الكبيرة الأولى في تاريخ الأمة الأمريكية.
الشخصية المحورية في الرواية هي جيمس تومسون كالندر، المحرر الطامع في الفضائح، الذي يتم توظيفه سرًا من قبل توماس جيفرسون كسلاح سياسي. يتخذ جيفرسون من خدمات كالندر لتشويه سمعة ألكسندر هاميلتون، وبالتالي فتح الباب أمام نجاح جيفرسون. ومع ذلك، يتم رفض كالندر من قبل السياسيين الذين تم تجنيدهم بسبب اتهامات الفساد التي تعرض لها.
بعد أن يجد نفسه مفلسًا وخائنًا، يسعى كالندر للانتقام عبر الكشف عن علاقة غير شرعية بين جيفرسون وعبده الرقيقة سالي همينجز. هذه الاتهامات التي كلفت كالندر وظيفته ولم يتم توثيقها إلا بعد مرور قرنين من الزمن.
ما يميز “الطامع في الفضائح” هو استخدام سافاير للرسائل والسجلات الفعلية والملاحظات لإعادة إحياء الحوار والأحداث. تجسد هذه الرواية الخيال التاريخي في أفضل حالاته، وتقدم لنا نظرة مثيرة في زمن السياسة الأمريكية، وكيف كانت وسائل الإعلام تتداخل في الحياة الخاصة، وكيف كان السياسيون يتلاعبون بالصحافة ببرودة، وهي ممارسات قديمة كالدستور نفسه.
للمهتمين بالروايات التاريخية والسياسية، ستكون هذه الرواية إضافة مثيرة وممتعة. تمتزج فيها أحداث الزمن القديم بالتحليلات الحادة للكاتب، وتسلط الضوء على الجوانب الظلامية لشخصيات تاريخية مشهورة، مما يجعلها تستحق التفكير والنقاش.