تتناول كتاب “الطائفية والسياسة الدولية: أسرار وخفايا” للكاتب سفيان التكريتي، الذي نُشر عام 2010 من قِبل مؤسسة الرحاب الحديثة للطباعة والنشر والتوزيع، موضوعاً حيوياً ومعقداً يتعلق بالسياسة الدولية وتأثير الطائفية فيها. إنه كتاب ينبش في عمق العلاقات الدولية ويسلط الضوء على الجوانب المظلمة والخفايا التي تحيط بالقرارات السياسية على الصعيدين الوطني والدولي.
بدايةً، يتطرق الكتاب إلى الواقع الراهن للسياسة الدولية وكيف أصبحت محور اهتمام البشر في جميع أنحاء العالم، نظراً لتفاقم الأزمات وانعدام الثقة في العلاقات الدولية، حيث يسود الطابع الأحادي والمصالح الشخصية على حساب الأخلاق والمصلحة العامة. ومن هنا تتفاعل المؤلف مع التحولات السياسية العالمية ويتساءل عن كيفية تأثير الطائفية في هذا السياق المعقد.
تتبّع صفحات الكتاب الدور الذي تلعبه الطائفية في السياسة الدولية، حيث يقوم بتحليل عميق للتفاعلات بين الدول والتي تتأثر بعوامل مثل الانتماء الديني والطائفي. يستكشف التكريتي كيف أصبحت الطائفية أداة سياسية تستخدم لتحقيق أهداف معينة وتبرير قرارات سياسية محددة، سواء كانت داخل الدولة أو على المستوى الدولي.
بالإضافة إلى ذلك، يركز الكتاب على الأسرار والخفايا التي تكمن وراء الصراعات الطائفية وكيف تتلاعب القوى الكبرى بتلك الصراعات لتحقيق مصالحها الاستراتيجية. يسلط الضوء على كيفية تأثير الطائفية في تشكيل القرارات السياسية الدولية وتحديد مسارات الصراع والسلم في العالم.
بمقدمة شيقة وأسلوب قوي، يستعرض الكتاب العديد من الأمثلة والدراسات الحالية التي تلقي الضوء على تلك الظاهرة وتفسر تأثيرها على الأمن والاستقرار الدوليين. وعلى الرغم من تعقيدها، إلا أن الكتاب يقدم رؤية متوازنة وشاملة للقارئ، مما يجعله مرجعاً هاماً لفهم ديناميكيات السياسة الدولية في عصر الطائفية والتحديات الكبرى التي تواجهها.