الضغط المنخفض للحامل في الشهر السابع

الضغط المنخفض للحامل في الشهر السابع: الأسباب والتأثيرات وطرق التعامل

تعد فترة الحمل من أكثر الفترات التي تحتاج إلى اهتمام ورعاية دقيقة، حيث يتغير جسم المرأة بشكل كبير خلال هذا الوقت. واحدة من المشاكل الصحية التي قد تواجهها الحامل هي انخفاض ضغط الدم، أو ما يعرف بالضغط المنخفض، وهي مشكلة قد تكون غير شائعة في بعض الأحيان ولكنها تؤثر بشكل كبير على صحة الأم والجنين. في هذا المقال، سنتناول في تفاصيل دقيقة حالة انخفاض ضغط الدم لدى الحامل في الشهر السابع، الأسباب المحتملة، التأثيرات على الصحة، وطرق العلاج والتعامل مع هذه الحالة.

1. مفهوم الضغط المنخفض أثناء الحمل

الضغط المنخفض يعني انخفاض في قراءة ضغط الدم عن المعدل الطبيعي. يرمز لضغط الدم بالقراءات التي تضم قيمتين:

• الضغط الانقباضي (الرقم الأعلى) والذي يقيس القوة التي يضخ بها القلب الدم إلى الشرايين.

• الضغط الانبساطي (الرقم الأدنى) والذي يقيس الضغط في الشرايين بين دقات القلب.

عند حدوث انخفاض في الضغط الدموي، تكون القراءات أقل من 90/60 ملم زئبق. في حال كانت هذه الحالة تحدث بشكل مستمر أو بشكل مفاجئ، فقد تتسبب في مضاعفات تتراوح بين الخفيفة إلى الشديدة.

2. أسباب الضغط المنخفض لدى الحامل في الشهر السابع

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم لدى المرأة الحامل، ومن أبرز هذه الأسباب ما يلي:

2.1 التغيرات الهرمونية

خلال الحمل، ينتج الجسم هرمونات تؤدي إلى توسيع الأوعية الدموية، مما يقلل من ضغط الدم. يعتبر هرمون البروجيستيرون أحد الهرمونات الرئيسية التي تلعب دورًا في هذا التغيير، حيث يؤدي إلى استرخاء العضلات الملساء في الأوعية الدموية مما يسهل انخفاض الضغط.

2.2 زيادة حجم الدم

في فترة الحمل، يبدأ الجسم في زيادة كمية الدم ليغطي احتياجات الجنين المتزايدة. ومع ذلك، قد تستغرق الأوعية الدموية وقتًا للتكيف مع هذا الزيادة، مما يؤدي إلى انخفاض الضغط عند بعض النساء.

2.3 التغيرات في الدورة الدموية

أثناء الحمل، يحدث زيادة كبيرة في حجم الدم الذي يتم ضخه إلى الأعضاء والأطراف، وهذا يمكن أن يؤدي إلى حدوث ضغط منخفض بشكل مؤقت، خاصة إذا كانت المرأة الحامل تقف لفترات طويلة.

2.4 سوء التغذية

النساء الحوامل اللواتي يعانين من نقص في العناصر الغذائية الضرورية مثل الحديد، أو اللواتي لا يحصلن على كميات كافية من السوائل، قد يتعرضن لانخفاض في ضغط الدم. نقص الحديد يؤدي إلى فقر الدم، وهو أحد الأسباب المحتملة لانخفاض ضغط الدم.

2.5 الجفاف

يعد الجفاف أحد العوامل المهمة التي تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم. خلال الحمل، يزيد حجم السوائل في الجسم بشكل طبيعي، لكن إذا كانت المرأة الحامل لا تشرب كميات كافية من الماء أو تعاني من التعرق المفرط أو القيء، فقد تصاب بالجفاف مما يساهم في انخفاض الضغط.

2.6 الوقوف المفاجئ

من المعروف أن الوقوف المفاجئ من وضع الجلوس أو الاستلقاء قد يؤدي إلى انخفاض مؤقت في ضغط الدم، خاصة في فترة الحمل حيث تكون الدورة الدموية لا تزال تتكيف مع الزيادة في حجم الدم.

3. أعراض الضغط المنخفض لدى الحامل في الشهر السابع

قد لا تظهر أي أعراض في بعض الأحيان، لكن في حالات أخرى، قد تلاحظ الحامل بعض الأعراض المزعجة والتي تتراوح من معتدلة إلى شديدة، مثل:

• الدوار أو الدوخة: الشعور بالدوار هو أحد الأعراض الأكثر شيوعًا في حالات انخفاض ضغط الدم.

• الإغماء: يمكن أن يؤدي انخفاض الضغط الشديد إلى فقدان الوعي لفترة قصيرة.

• الإرهاق العام: الشعور بالإرهاق والتعب أكثر من المعتاد، وقد يرافقه شعور بالغثيان.

• صعوبة التنفس: في بعض الحالات، قد تؤدي قلة تدفق الدم إلى صعوبة في التنفس.

• شحوب الجلد: انخفاض ضغط الدم يمكن أن يجعل الجلد يبدو شاحبًا أو باردًا.

4. التأثيرات المحتملة للضغط المنخفض على الحامل والجنين

يمكن أن يؤدي الضغط المنخفض أثناء الحمل إلى مجموعة من التأثيرات السلبية على كل من الأم والجنين. هذه التأثيرات قد تكون بسيطة أو قد تتطلب تدخلًا طبيًا سريعًا.

4.1 التأثيرات على الأم

• الإغماء والسقوط: بسبب الدوار وفقدان التوازن، قد تتعرض الحامل للإغماء أو السقوط مما يعرضها لإصابات.

• إجهاد القلب: مع انخفاض ضغط الدم، قد يحتاج القلب إلى العمل بجهد أكبر لضخ الدم إلى الأنسجة، مما يمكن أن يؤدي إلى شعور متزايد بالتعب والإرهاق.

• ضعف الأداء اليومي: الشعور بالدوار المستمر والإرهاق قد يؤدي إلى صعوبة في ممارسة الأنشطة اليومية.

4.2 التأثيرات على الجنين

• نقص تدفق الدم إلى المشيمة: إذا كان ضغط الدم منخفضًا جدًا لفترة طويلة، قد يتأثر تدفق الدم إلى المشيمة، مما يؤدي إلى انخفاض كمية الأوكسجين والمواد الغذائية التي تصل إلى الجنين.

• التأثير على نمو الجنين: نقص التروية الدموية قد يؤثر على نمو الجنين وتطوره بشكل طبيعي.

5. كيفية التعامل مع الضغط المنخفض أثناء الحمل

إن التعامل مع انخفاض ضغط الدم في الشهر السابع يتطلب من الحامل اتخاذ بعض الخطوات التي تساعد على رفع الضغط والوقاية من المضاعفات المحتملة:

5.1 تناول كميات كافية من السوائل

من المهم أن تحافظ الحامل على الترطيب الكافي طوال فترة الحمل. شرب كميات كبيرة من الماء يساعد في الحفاظ على حجم الدم المناسب وبالتالي الوقاية من الجفاف الذي قد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.

5.2 تجنب الوقوف لفترات طويلة

ينبغي على الحامل تجنب الوقوف لفترات طويلة أو مفاجئة لأن ذلك قد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم المفاجئ. إذا كان من الضروري الوقوف، يفضل التحرك بين الحين والآخر لتشجيع الدورة الدموية.

5.3 تناول وجبات صغيرة ومتكررة

بدلاً من تناول وجبات كبيرة، يجب على الحامل تناول وجبات صغيرة على مدار اليوم. يساعد ذلك على تجنب الانخفاض المفاجئ في سكر الدم وبالتالي منع انخفاض ضغط الدم.

5.4 تناول الأطعمة الغنية بالحديد

إذا كانت الحامل تعاني من نقص الحديد أو فقر الدم، من الضروري تناول أطعمة غنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء، الخضروات الورقية، والبقوليات. قد يوصي الطبيب بتناول مكملات الحديد لتعزيز مستويات الهيموجلوبين.

5.5 ارتداء الجوارب الضاغطة

إذا كان الضغط المنخفض ناتجًا عن توسع الأوعية الدموية، يمكن أن تساعد الجوارب الضاغطة في تحسين الدورة الدموية والوقاية من الانخفاض المفاجئ في ضغط الدم.

5.6 متابعة دورية مع الطبيب

من المهم جدًا متابعة مستويات الضغط الدموي بانتظام مع الطبيب. قد يوصي الطبيب بإجراء فحوصات إضافية إذا استمرت المشكلة أو إذا كانت هناك مضاعفات قد تؤثر على الحمل.

6. متى يجب على الحامل مراجعة الطبيب؟

على الرغم من أن انخفاض ضغط الدم قد لا يشكل خطرًا كبيرًا في بعض الحالات، إلا أن الحامل يجب أن تستشير الطبيب إذا:

• كانت تعاني من أعراض شديدة مثل الدوار المتكرر أو الإغماء.

• كانت تشعر بتدهور في حالتها الصحية.

• لاحظت تغييرات مفاجئة في ضغط الدم، أو في حالة وجود مشاكل صحية أخرى مثل فقر الدم أو مشاكل في الدورة الدموية.

7. الخاتمة

يعد الضغط المنخفض أحد المشكلات الصحية التي قد تواجهها المرأة الحامل في الشهر السابع من الحمل. رغم أنه غالبًا ما يكون غير مقلق، إلا أن الاهتمام بمراقبة الحالة بشكل دوري واتباع نصائح الطبيب يعد أمرًا ضروريًا للحفاظ على صحة الأم والجنين. من خلال اتباع نصائح غذائية وسلوكية بسيطة، يمكن التخفيف من تأثير انخفاض ضغط الدم ومنع حدوث مضاعفات قد تضر بصحة المرأة الحامل أو جنينها.