في سنة 1209، اندلع صراع شرس في أراضي فرنسا، تحديدًا في منطقة كاركاسون وبيزييه، وذلك خلال فترة تاريخية معروفة باسم “الصليب الكاثاري”. الساحة الحربية كانت مسرحًا لحروب الألبيجنسيين، والتي تعد واحدة من الصروع الدينية والثقافية البارزة في العصور الوسطى.
التحالفات في هذا النزاع كانت معقدة ومتشعبة، حيث شاركت فيها جماعات متعددة، منها جيش الألبيجنسيين الكاثار، والذين كانوا يتبنون عقيدة دينية معينة، وجيش فرنسا الذي تقوده القوات الكاثوليكية. بينما توجد سجلات تشير إلى مشاركة متعددة من الجانبين، إلا أن الشخصيات الرئيسية تشير إلى مشاركة بيزييه وكاركاسون في صفوف الخاسرين.
كانت قيادة الجيش الفرنسي خلال هذا الصراع تحت قيادة القائد سيمون دي مونفورت. وبالفعل، اكتسب سيمون دي مونفورت لقب الفائز في هذه المعركة، حيث نجح في هزيمة مقاومة الألبيجنسيين والسيطرة على كاركاسون وبيزييه. في المقابل، كانت الخاسرين هما مقاطعتي بيزييه وكاركاسون، اللتين وقعتا تحت سيطرة القوات الفرنسية.
تُعد فترة الحرب الألبيجنسية حدثًا تاريخيًا هامًا في تطور فرنسا وأوروبا خلال العصور الوسطى، حيث تمثل هذه الفترة نقطة تحول في العديد من الجوانب الاجتماعية والدينية. كما أن نتائج هذا النزاع تركت آثارًا عميقة على هوية المنطقة وتشكيلها الثقافي.
بالرغم من الصعوبات في توثيق الحدث بشكل دقيق، فإن الروايات التاريخية تشير إلى أن الحرب في كاركاسون وبيزييه كانت محورية في سياق الصراعات الدينية والثقافية في فترة الصليبيين، وأثرت في توجيه المستقبل السياسي لتلك المنطقة.