في “الصقري”، الرواية الساحرة التي ألفها الكتّاب مكارثي وإلين كلارك، يُسلط الضوء على لحظة اللقاء الأولى بين الشخصيتين الرئيسيتين، إنديا بليك ورودري، بشكل يتسم بالوضوح والعمق. هل يمكنني اليوم أن أتذكر ذلك اللقاء الأول بوضوح، بعد كل ما حدث؟ يبدو أنني كنت على وشك الصمت، كنت يجب أن أفقد الوعي. ومع ذلك، سرت نحوه بشكل هادئ تمامًا، أو كنت أعتقد أنني كنت هادئة. ومع ذلك، أتذكر أنني تساءلت إذا كنت قد قمت بتسريح شعري في تلك الصباح. أتذكر أنني كنت سعيدة لأنني ارتديت حمالة صدر، وأتمنى أن لا تكون كانت عادية ورجال الأعمال. وأتذكر أنني فكرت في شيء واحد آخر يضاف إلى قائمة “قبل أن أموت” – ليست القائمة التي كتبتها من الأشياء التي يمكن للشخص ترتيبها عن قصد، ولكن القائمة العقلية للأشياء التي من المرجح أن أموت بدونها: العاطفة. إنها مقياس لإعجابي الشديد أنني فشلت تمامًا في رؤية أي دلالة في مثل هذا الفكر في تلك اللحظة الخاصة.
وهكذا يبدأ “الصقري”، قصة حب رائعة تتسم بإعدادها في جبال سييرا نيفادا، حيث يتم تحويل حياة امرأتين عاديتين عن طريق الحب. إن إنديا بليك تدرك أنها دعت حياتها تمر في التزامات واجبة، دون أن تعيش بشكل كامل، دون أن تحقق حلمها في المغامرة والحب. ثم تلتقي بروضري، مدرب الصقور الذي يعلمها كيفية تدريب الصقور – ومعه يكتشفون العاطفة والاتصال العميق الذي كانت تفتقده.
تتناول الرواية قصة الحب بشكل ملحمي، حيث تندمج الروحانيات والتحولات الشخصية في سياق الطبيعة الساحرة لجبال سييرا نيفادا. إنها ليست مجرد رواية عن العواطف، بل هي استكشاف للحياة الداخلية وتجارب النمو الشخصي. تعكس الكتّاب في هذا العمل التاريخ الزمني للنشر، حيث نجد أن هذه اللوحة الأدبية الرائعة رأت النور في أبريل من عام 1996، تحمل علامة النشر المرموقة “راندوم هاوس”.
ومن خلال قراءة هذا العمل الأدبي، نجد أنفسنا مغمورين في عالم من الأحاسيس والتفاصيل الدقيقة، حيث يتم نقل القارئ إلى رحلة فريدة ومثيرة. إن “الصقري” ليس مجرد رواية، بل هو تحفة أدبية تجمع بين الجمال اللغوي والروح الفلسفية، ويترك انطباعًا عميقًا يظل محفورًا في قلوب القراء.