في كتاب “الصراع المذهبي: فصول في المفهوم والتاريخ” الذي لم يُعلن عن مؤلفه بوضوح، يتم استكشاف الطبيعة الجذرية للصراعات الدينية والمذهبية التي تمتد عبر تاريخ البشرية. يتناول الكتاب مفهوم الصراع المذهبي بمفهوم شامل لا يقتصر على السياق الإسلامي فقط، بل يمتد إلى جميع الأديان، بما في ذلك الأديان غير الإبراهيمية، حيث تظهر هذه الظاهرة كجزء أساسي من خصوصيات الأديان والثقافات.
يتسم الكتاب بالنظرة العميقة إلى الانقسامات والتنوعات التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من تطور الأفكار والمفاهيم الدينية على مر العصور. يُظهر الكتاب كيف تتفرع الأفكار الأصلية وتأخذ مسارات غير متوقعة، ولكنها كانت موجودة في أعماق تلك الأفكار الأصلية. تظهر هذه المسارات الكامنة بشكل طبيعي في تاريخ المجتمعات نتيجة للتفاعلات الاجتماعية والتاريخية.
يتعمق الكتاب في تاريخ الفكر الإسلامي، حيث يُظهر كيف تمثل الإسلام فكرة قام بها أناس آمنوا بها، ثم تطورت لتصبح لديهم مصالح متناقضة وتنافسية. يتم استعراض تاريخية الإسلام بشكل يسلط الضوء على الصراعات المستمرة وكيف تأثرت بتباين البيئات الثقافية والجغرافيات التي اخترقها الإسلام.
على وجه الخصوص، يُسلط الكتاب الضوء على كيف قام الإسلام بتأثير المدن التي دخلها، وكيف قامت تلك المدن بتأثير الإسلام بدورها. يبرز الكتاب التنوع في مصادر تأثير الإسلام نتيجة لاختلاف الجغرافيات الثقافية، مما أسهم في تشكيل إسلام متنوع يتناسب مع التنوع الإقليمي.
يمتد الكتاب على 472 صفحة، وقد نشر في عام 2015 عن طريق دار الوراق للطباعة والنشر في لبنان، حيث تم تقديمه بغلاف ورقي يعكس جوانب مختلفة من الثقافة والتاريخ الديني. يُصنف الكتاب تحت فئة الكتب الإسلامية، بالتحديد تحت فئة “الحركات والمذاهب”.