يعد كتاب “Creative Aging: Discovering the Unexpected Joys of Later Life Through Personality Type” للكاتبة نانسي ميلنر، واحدًا من المصادر القيمة التي تتناول بعمق الفترة العمرية المتأخرة، مشيرةً إلى كيف يمكن للإنسان أن يعيش هذه المرحلة بحيوية وشغف، بدلًا من الخوف والندم. تستخدم الكاتبة في ذلك نموذج شخصية يونغ وأدوات تقييم مؤشر نوع مايرز بريغز (Myers Briggs Type Indicator®)، وهي أدوات تعتبر أساسية في فهم كيفية تأثير الاختلافات الشخصية على استجابات الأفراد للشيخوخة.
تنطلق ميلنر في كتابها من التحليل النفسي، حيث تعمق في كيفية تأثير الأنماط الشخصية على تجربة الإنسان لسنوات حياته المتقدمة، وكيف يمكن أن تسهم هذه الأنماط في تحفيز الأفراد نحو استقبال هذه المرحلة بتفاؤل ونشاط. تستعرض ميلنر في كتابها قصصًا شخصية لأكثر من خمسين فردًا تجاوزوا منتصف العمر ودخلوا في العقود السادسة والسابعة من العمر، حيث استطاعوا أن يواجهوا القيود التي تفرضها السنوات المتقدمة بروح متفائلة، مما ساهم في إعادة اكتشاف الطاقة والهدف في أعمالهم، وعلاقاتهم الشخصية، ونموهم الروحي.
يُقدم الكتاب رؤى عميقة حول الديناميكيات النفسية للشخصيات المختلفة وكيف يمكن لهذه الفهم أن يساعد الأفراد على التكيف بشكل أفضل مع تحديات الشيخوخة. كما يتضمن الكتاب نصائح عملية واستراتيجيات يمكن تطبيقها لتعزيز النمو الشخصي والرضا في مرحلة متقدمة من العمر. وعلى الرغم من أن تاريخ نشر الكتاب يعود إلى يناير من عام 2000، فإن المواضيع التي يتناولها لا تزال ذات صلة واضحة بالتحديات والفرص التي يواجهها كبار السن اليوم.
إن النظر إلى الشيخوخة كفترة من النمو والتطور يعد تحولاً في الطريقة التي ننظر بها إلى هذه المرحلة من الحياة، ويوفر كتاب “Creative Aging” نظرة ثاقبة حول كيفية استغلال الأفراد للأدوات النفسية لفهم أنفسهم بشكل أفضل ولتحقيق معنى أكبر في سنواتهم الأخيرة. بالإضافة إلى ذلك، يسلط الكتاب الضوء على الجوانب الإيجابية للشيخوخة، التي غالباً ما تُغفل في النقاشات العامة التي تركز بشكل أكبر على الصعوبات والتحديات.
وبهذا، يمكن القول إن كتاب نانسي ميلنر يمثل مساهمة قيمة في مجال الأدبيات المتعلقة بالشيخوخة ويقدم مصدر إلهام لكل من يسعى لفهم أعمق لكيفية التعامل مع التحديات الطبيعية للتقدم في العمر بطريقة إيجابية وملهمة. يشكل الكتاب دعوة لجميع القراء، سواء كانوا يقتربون من هذه المرحلة العمرية أو يعيشونها بالفعل، لإعادة تقييم الطرق التي يمكن بها مواجهة الشيخوخة بنشاط وحيوية، وليس كمرحلة من التراجع والانكفاء.