في كتاب “الشوط الأوسط: تغيير خطتك من النجاح إلى الأهمية” للكاتب بوب بوفورد، يُطرح سؤالٌ محوريٌ وملهمٌ: هل هناك حياة بعد النجاح؟ ومن بين أبرز السمات المشتركة للشخص الذي يقترب من نهاية الشوط الأول من لعبة الحياة، هو الرغبة اللا تنتهي في الانتقال من النجاح إلى الأهمية. يعتقد بوب بوفورد أن الشوط الثاني من حياتك يمكن أن يكون أفضل بكثير من الأولى، ولكن أولاً، تحتاج إلى وقت لتحديد ما تريد القيام به في بقية حياتك.
يتركز بوب في كتابه “الشوط الأوسط” على هذه الفترة المهمة من التحول – الوقت الذي، كما يقول، يقف فيه الشخص ليفكر فيما سيجعل سنواته المتبقية غنية ومعنوية. ويقول بوفورد: “شغفي هو أن ألهم قادة الأعمال والمحترفين لاحتضان دعوة الله والانتقال من النجاح إلى الأهمية”. ولمساعدة الأشخاص في منتصف العمر على الشروع في “النهضة الشخصية” الخاصة بهم، يرفع بوفورد الأسئلة المهمة التي يجب أن نطرحها: ما هو مجالي الحقيقي؟ ماذا أريد أن أفعل؟ ما هو الأهم بالنسبة لي؟ ما أريد أن أُذكر به؟ إذا كانت حياتي مثالية تماماً، كيف ستبدو؟
ويملأ بوفورد كتاب “الشوط الأوسط” بمزيج من الرؤى الشخصية، والأمثلة الحقيقية من الحياة، واقتباسات تضرب الأمثلة من الرجال الذين عبروا بنجاح وربما بخطورة محتملة في مياه منتصف العمر. فالاختبار الحقيقي للرجل ليس عندما يلعب الدور الذي يريده لنفسه، بل عندما يلعب الدور الذي تخصصه له القدر. وهنا يُذكر قول فاكلاف هافيل: “الشيء الذي يجب فهمه هو نفسي، لرؤية ما الذي يرغب الله حقًا مني أن أفعل… لأجد الفكرة التي يمكنني أن أعيش وأموت من أجله”.
في منتصف العمر، الشوط الأوسط، لا يجب أن يكون وقتًا للأزمات؛ بل يمكن أن يكون محفزًا. بوب بوفورد يقدم التشجيع والرؤى لدفع حياتك في مسار جديد بعيدًا عن مجرد النجاح إلى الأهمية الحقيقية – وأفضل سنوات حياتك.