“الشريك منتصف الليل”، للكاتب بارت ديفيس، هو رحلة استكشافية عميقة في عالم الشهوة والخيانة والجريمة، حيث يتبع القارئ سرداً درامياً مليئاً بالتوتر والتشويق، يروي قصة فيلي ليبويتز، الذي يجد نفسه متورطاً في مشاكل لا يمكن تصورها عندما يبدأ بالتحقيق في وفاة شريكه جاك مورفي، الذي ترك وراءه رسالة غامضة تقول: “الجنس هو أقوى قوة في حياتي. وأن أعتقد أني لم أكن أعرف شيئًا تقريبًا عن الجنس حتى قبل بضعة أيام عندما بدأت حياة جديدة.”
تبدأ القصة باللغز الذي تركه جاك والذي يوحي بأن وفاته كانت انتحاراً، ولكن لم يقتنع فيلي، شريكه في كتابة السيناريو، بهذا الأمر. وعندما تظن أن شريكك قد قتل، يقول السيناريو أنه يجب عليك القيام بشيء بشأن ذلك.
لقد عرف فيلي منذ سنوات عن مغامرات جاك الجنسية، وعن التدفق المستمر من ربات البيوت المملّات والمطلقات الوحيدات. فالخيانة الزوجية لم تكن غريبة عندما يتعلق الأمر بدائرتهم المحظوظة في لونغ آيلاند. لكن لم يستعد فيلي للمسار الداكن للعلاقات الغير شرعية التي يكتشفها عندما يبدأ في إعادة تتبع أخر رحلة جنسية – وأقوىها – لجاك.
لم يستعد فيلي أيضًا للانهيار الذي ينتج عن بحثه، مع اندفاع الجريمة العنيفة والخيانة المؤلمة. فجأة، يخاطر فيلي بكل شيء من أجل العثور على القاتل.
كان فيلي كان يتميز بالوفاء – الوفاء كان هو ما كان يفعله بشكل أفضل. كانت حياته مكرسة لقيمه الضواحي: أطفاله، وديونه، وشريكه؛ والأهم من ذلك كانت زوجته. لكن إيقاع حياة فيلي الطبيعي يتغير. كل الروابط التي كان يعتبرها مقدسة، كل التزام كان يبقيه تحت السيطرة، على وشك أن يتم كسرها.
هذا الرواية، التي نُشرت عام 1995 عن دار النشر بانتام، تجري في جو من الغموض والتشويق، تقدم للقارئ نظرة عميقة في عقلية الشخصيات وفي ثنايا العلاقات الإنسانية، وتقدم سرداً يعيد صياغة القيم والمبادئ في وجه المصاعب والتحديات. إنها رحلة تحقيق لا تنسى تدفع القارئ إلى البحث مع فيلي عن الحقيقة وراء وفاة جاك، مكشوفاً له الجوانب المظلمة في عالم الشهوة والخيانة، ومتوجهاً نحو نهاية مثيرة ومفاجئة تترك القارئ في حالة من التأمل في عمق الإنسان وتعقيداته الداخلية.