في كتاب “الشجرة الثانية: الخلايا الجذعية، الانساخ، الكيميرات، وسعي البشر للخلود” من تأليف إلين ديوار، تتبعنا رحلة ملحمية عبر تاريخ البيولوجيا، حيث تفوق تطور هذا المجال على تطور أي موضوع آخر في القرن ونصف الماضي. بدءًا من اكتشافات داروين الضخمة والبسيطة في نفس الوقت، تقدم علماء الأحياء معارفهم في الوراثة والجينومات بسرعة مذهلة، بحيث أصبح بإمكانهم ليس فقط فهم العمليات الحيوية ولكن أيضًا السيطرة عليها.
تتسع قدراتنا العلاجية والإنجابية مع هذه الابتكارات، ولكنها في الوقت نفسه تحجب مفهوم الحياة وقدسيتها. تركز إلين ديوار في كتابه “الشجرة الثانية” على إعادة فحص هويتنا وحقوقنا ومسؤولياتنا في عالم يستطيع فيه العلماء اختراع كائنات جديدة بمزاجهم. تلقي أيضًا بنظرتها الصحفية على ثقافة الاقتناص والسرية على أعلى مستويات البحث البيولوجي، مكشوفة الجماعة العلمية كجماعة تسيطر عليها الجشع بدلاً من الفضول الفكري كدافع أساسي للتقدم، وحيث يغطي السباق نحو السلطة القريبة من كلون أمل بالقيام بالخير. إنه كتاب قوي ومثير للاهتمام عن مجموعة متميزة من الباحثين يرون في الخمول نفسه مرضًا آخر يعتزمون علاجه، والنتائج الأخلاقية لعملهم.
من خلال تحليل عميق للتحولات البيولوجية والأخلاقية التي يجتاحها العلم الحديث، يقدم “الشجرة الثانية” رؤية شاملة لتأثيرات هذه التطورات على المجتمع والفرد. تثير الكاتبة تساؤلات مهمة حول الحياة ومستقبلها في ظل تقدم البيولوجيا وتلاعب الإنسان بالطبيعة، وتدعو إلى مناقشة أخلاقية عميقة حول تداعيات استخدام التكنولوجيا الحديثة في تحسين البشر وتجاوز حدود الطبيعة.