يعتبر كتاب “السيف ذو الحدين: كيف يصنع ويهدم الشخصية الرؤساء، من واشنطن إلى كلينتون” للكاتب روبرت شوغان، عملًا استثنائيًا يستكشف علاقة الشخصية بمنصب الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية. منذ إيمان الآباء المؤسسين بجورج واشنطن الذي أدى بهم إلى إنشاء منصب الرئاسة، كانت مسألة الشخصية مرتبطة بشكل لا يتجزأ بالمكتب البيضاوي. دائمًا ما توقع الشعب الأمريكي من رؤسائهم أن يكونوا ليس فقط قادة سياسيين ولكن أيضًا نماذج للسلوك الشخصي، ومعايير لتربية أبنائهم.
ولكن مع اقتراب الألفية الجديدة، أصبحت الشخصية والقيم ذات أهمية لم يستبعدها واشنطن والآباء المؤسسون. في النصف الثاني من القرن العشرين، مع ضعف المؤسسات السياسية التقليدية، وانفجار وسائل الإعلام الإلكترونية، استخدم جون إف. كينيدي شخصيته ليعبر عن حدود جديدة في عصر الرئاسة الشخصية. الديمقراطي كينيدي فتح الطريق في تلاعب الصورة الذي قاده الجمهوري رونالد ريغان إلى آفاق جديدة. ثم جاء كلينتون. لم يكن هناك رئيس قبله تمامًا استفاد من حياته الشخصية وقيمه بشكل محسوب ومصمم؛ ومع ذلك، لم يكن هناك رئيس تم استهجانه واستنكاره بسبب سلوكه الشخصي في العصر الحديث.
“السيف ذو الحدين: كيف يصنع ويهدم الشخصية الرؤساء، من واشنطن إلى كلينتون” يرد على الادعاء الذي قدمه كلينتون وأنصاره بأن حياة الرئيس الخاصة يمكن فصلها عن أدائه في المنصب. من خلال دراسة أخلاقية لبعض أبرز وأكثر رؤساء تنفيذيين تأثيرًا لدينا – من ولادة الجمهورية وبداية العهد الجديد إلى فضيحة ووترغيت ورئاسة كلينتون – يوضح روبرت شوغان كيف ترتبط المسألة المعروفة باسم الشخصية، والمسألة المتشابكة للقيم، بالعملية السياسية والحوكمة.
بناءً على أبحاث شاملة بالإضافة إلى مقابلات مع السياسيين والصحفيين، يستعرض الكتاب كيف تساعد قوة وضعف الشخصية في تشكيل أداء الرئيس الرئيسي للخير والشر. يظهر كيف يستخدم الرؤساء ومنافسوه على المسرح السياسي تصورات الجمهور عن شخصية الرئيس للتلاعب بالجماهير السياسية – أي الصحافة والناخبين. في النهاية، يبرهن الكتاب أن شخصية الرئيس هي سيف ذو حدين – سلاح يمكن أن يفسد رئيسًا ويدمر مصداقيته، ولكن أيضًا سلاح يمكنه استخدامه لتحديد ذاته وتعبئة الدعم – بالمجمل، هو السلاح النهائي في السياسة الأمريكية الحديثة.
هذا الكتاب، الصادر عن دار النشر “بيسك بوكس” في شهر نوفمبر عام 1998، يقدم تحليلا عميقا وشاملا لدور الشخصية في تشكيل مسارات الرئاسة الأمريكية، وكيف يمكن أن تكون نعمة أو نقمة تؤثر في أداء الرئيس وفي تشكيل الرأي العام ومصير الرئاسة.