السيدة بولا فيكس واللص الثاني: مغامرة جديدة من تأليف دوروثي جيلمان
تعتبر السيدة بولا فيكس واحدة من أكثر الشخصيات المحبوبة في الأدب البوليسي، وقد أبدعت الكاتبة دوروثي جيلمان في رسم شخصيتها المميزة التي تجمع بين الذكاء والفكاهة وسحر الحياة اليومية. في روايتها “السيدة بولا فيكس واللص الثاني”، التي تُعدّ الجزء العاشر من سلسلة السيدة بولا فيكس الشهيرة، تقدم لنا جيلمان مغامرة جديدة تأخذنا إلى جزيرة صقلية الساحرة، حيث تتعقد الأمور وتزداد الإثارة.
تبدأ القصة بدعوة ثريّ جامع للتحف يُدعى أمبروز فيكا إلى صقلية، ليبحث في وثيقة تحمل توقيع يوليوس قيصر، والتي يُفترض أن يمتلكها شخص غامض يُدعى السيد رافائيل. ويدعو فيكا إلى صقلية جون سيباستيان فاريل، عميل سابق في وكالة المخابرات المركزية تحوّل إلى تاجر تحف، كي يقوم بمهمة اكتشاف صحة الوثيقة. لكن الأمور لا تسير كما هو متوقع؛ فعندما يحاول فاريل اقتحام فيلا السيد رافائيل، يجد نفسه في مواجهة مع قائمة أسماء غامضة، ويُصاب برصاصة في كاحله خلال محاولته الهروب.
تنقلب الأمور رأسًا على عقب عندما يختبئ فاريل في قرية جبلية، حيث يرسل طلبًا للمساعدة إلى مقر وكالة المخابرات المركزية، طالبًا العون من السيدة بولا فيكس. في هذه الأثناء، تنضم إلى السيدة بولا في مغامرتها كيت روسيتر، وهي عميلة شابة وحيوية من وكالة المخابرات المركزية تقضي إجازتها في الريف الصقلي.
معًا، تنكشف السيدة بولا وكيت روسيتر على الأسرار التي تحيط بوثيقة قيصر، ويكتشفان أن الأمر ليس مجرد بحث عن قطعة أثرية نادرة، بل هو مواجهة مع مجموعة قاتلة من القتلة المحترفين الذين يتعقبونهما. في هذا السياق، تواصل جيلمان تقديم خليط من التشويق، الشخصيات الملونة، والفكاهة، مع خلفية صقلية غنية بالثقافة والتفاصيل.
تُعَدّ “السيدة بولا فيكس واللص الثاني” نموذجًا مثاليًا للروايات التي تجمع بين الغموض والمغامرة، إذ تستمر جيلمان في إظهار قدرتها الفائقة على خلق توترات درامية وحبكات مشوقة. من خلال أسلوبها المميز في الكتابة، تُقدّم لنا جيلمان تجربة قراءة ممتعة ومثيرة تُبرز براعتها في وصف الشخصيات والأحداث، مما يجعلها قراءة لا تُفوت لمحبي الأدب البوليسي والتشويق.
تعتبر السيدة بولا فيكس شخصية أيقونية في عالم الأدب البوليسي، بفضل تميزها في الجمع بين الحياة اليومية والمغامرات المثيرة. وفي “السيدة بولا فيكس واللص الثاني”، تُواصل جيلمان تقديم شخصية السيدة بولا فيكس بكل ما فيها من ذكاء وفطنة وحس فكاهي، مما يجعل هذا الجزء من السلسلة إضافة مميزة لكل مكتبة أدبية.