يعتبر كتاب “السياسة النقدية بين الفقه الإسلامي والاقتصاد الوضعي”، الذي كتبه وليد مصطفى شاويش، من الأعمال البارزة التي تسلط الضوء على جوانب مهمة في تفاعل الفقه الإسلامي مع السياسة النقدية وتأثيراتها على الاقتصاد الوضعي. يأخذ الكتاب القارئ في رحلة شيقة تتناول السياسة النقدية من خلال عدة أبعاد، مشدداً على التفاعل المعقد بين الجوانب الفقهية والاقتصادية.
يستند الكتاب إلى تصوّر دقيق للسياسة النقدية في إطارها الفقهي والأصولي، حيث ينطلق من التصورات الاقتصادية والتنظيمات القانونية التي تحكم هذه السياسة. يتناول الكتاب بعمق تلك التنظيمات والتصورات في سياق الفقه الإسلامي وأصوله، مبيناً معالم وأصول وأهداف هذه السياسة في إطار الاقتصاد الإسلامي.
وفي محاولة لتوازن بين المعالم والأهداف المتعلقة بالسياسة النقدية في الاقتصاد الإسلامي وتلك المتعلقة بالاقتصاد الوضعي، يبرز الكتاب الاختلافات الموجودة بين السياسة النقدية في الفقه الإسلامي والاقتصاد الوضعي، مع التأكيد على أحيانٍ على التشابه بينهما. يقدم الكتاب رؤية متكاملة لأهمية السياسة النقدية في الاقتصاد الإسلامي، مشيراً إلى دورها الفعّال في الوقاية من الأزمات المالية وتقديم الحلول الملائمة للتعامل مع التحديات المالية الحديثة.
تتناول صفحات الكتاب المتعددة، التي تبلغ 520 صفحة، تأصيل الأدوات السياسية النقدية بمنطق فقهي، مع وضع حدود وضوابط لتلك الأدوات وترتيب آلية العمل بناءً على أصول محددة. يتعمق الكتاب في مناقشة الصيغ الاستثمارية والمشتقات المالية في الاقتصاد الوضعي، مُلقيًا الضوء على تأثيراتها في الاقتصاد الكلي.
يعتبر الكتاب إسهامًا قيمًا حيث يقترح بدائل شرعية تتفوق بميزاتها الاقتصادية والتشريعية على نظائرها في الاقتصاد الوضعي. وفي محاولة لتحقيق أهداف السياسة النقدية، يتم التركيز على كيفية إدارة هذه البدائل بما يحقق توازناً متناغماً بين الأهداف المرسومة. يتناول الكتاب أيضاً الإشكاليات الفقهية المعقدة المتعلقة بالسياسة النقدية، مما يضيف عمقاً وتفصيلاً إلى المحتوى.
صدر الكتاب في عام 2017 عن مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع في الأردن، ويأتي بغلاف ورقي يعكس جودة التحليل والبحث الذي يقدمه. يُصنف الكتاب ضمن فئة الاقتصاد والأعمال، حيث يقدم مساهمة ثرية وفريدة في فهم التفاعل بين الفقه الإسلامي والاقتصاد الوضعي في سياق السياسة النقدية.