في رحلة البحث عن ملجأ من هموم الحرب العالمية الثانية، تتجول العالِمة إيفا لاكيديم في عوالم متنوعة، تائهة بلا هدف وتطوف بلا جذور من مكان إلى آخر، حتى تصل إلى ويندسور في كندا. هناك، تجد نفسها في منزل أرملة مخلصة، لديها ابنين، تحمل معها “أوغسبورغ ميسلاني”، وهو مخطوط عبري مزخرف من القرن الخامس عشر.
إن “الروح المنارة”، هو العمل الأدبي الذي يحمل توقيع الكاتب آريه ليف شتولمان. يتناول الكتاب قصة إيفا لاكيديم، العالِمة التي هربت من براغ في أعقاب اندلاع الحرب العالمية الثانية، والتي تركت وراءها كل شيء، باحثة عن مأوى وسط التحولات الكارثية التي شهدها العالم في تلك الفترة الزمنية المضطربة.
يعتبر الكتاب من الأعمال الأدبية البارزة في فئة الخيال الأدبي، حيث ينقل القارئ إلى رحلة مشوقة في عوالم مجهولة، مع تركيز على الأبعاد الإنسانية والثقافية. يتميز الكتاب بلغة أدبية جميلة، حيث يعيد للحياة العصور الوسطى من خلال هذا المخطوط العبري المزخرف الذي يعتبر شاهدًا على التراث الثقافي.
تُعد الطبعة التي نشرتها “ريفرهيد تريد” في مارس من عام 2003، إضافة قيمة إلى مكتبة الأدب العالمي. يتيح للقراء فرصة اكتشاف عوالم جديدة وتجارب إنسانية مميزة، في زمن مليء بالتحولات والبحث عن الهوية الثقافية.
“الروح المنارة” ليس مجرد رواية، بل هو رحلة فنية تتخذ من الكلمات والأحداث وسيلة لاستكشاف عمق الروح البشرية في وجه التحديات والمحن. يعكس الكاتب آريه ليف شتولمان قدرته على خلق عالم أدبي متميز يجمع بين الواقع والخيال بأسلوب يلامس أوتار المشاعر والفهم العميق للإنسانية.
إن “الروح المنارة” تعتبر إضافة مميزة لأدب الخيال الأدبي، حيث يتفرد الكاتب في تقديم رؤية فريدة ومبتكرة للعالم، وينسج قصة تبقى خالدة في ذاكرة القراء، تحمل معها عبق العصور الوسطى ورونق الخيال الأدبي.