في كتابه المميز بعنوان “الرق في بلاد المغرب والأندلس”، يقدم الكاتب عبد الإله بنمليح روحًا استكشافية عميقة في عالم تاريخي معقد ومثير. اختيار موضوع الرق ليس مجرد قرار فني، بل هو تعبير عن اهتمام شخصي ووعي اجتماعي تجاه فئات المجتمع التي تعرضت للاستضعاف في أراضي المغرب والأندلس.
تتنوع صفحات هذا العمل على مدى 632 صفحة بين دراسات تاريخية متأنية وتحليلات عميقة لحياة الرقيق في المغرب، ابتداءً من لحظة تحوله إلى حالة الاسترقاق وصولاً إلى لحظة إعتاقه وانغماسه في حياة الحرية. يبرز الكتاب أهمية فهم مسارات حياة الرقيق المغربي وكيف تأثرت بالأحداث التاريخية والاجتماعية التي مرت بها تلك البلاد.
تتجلى القوة السردية لبنمليح في تقديم عرض متكامل لتفاصيل حياة الرقيق، حيث يقوم برسم صورة حقيقية ومفصلة للظروف التي عاشها هؤلاء الأفراد. تتنوع القضايا المطروحة في الكتاب بين الاقتصاد والاجتماع والثقافة، مما يمنح القارئ فهمًا أشمل للسياق التاريخي لظاهرة الرق في تلك البلدان.
يُظهر الكتاب تفاني بنمليح في جمع وتحليل المصادر التاريخية، مما يضفي عمقًا إلى البحث ويجعله مرجعًا هامًا للدارسين والباحثين في مجالات الدراسات التاريخية. تقدم مؤسسة الانتشار العربي هذا العمل الرائع بغلاف ورقي يعكس جماليات التصميم والاهتمام بالتفاصيل.
في ختام القراءة، يظل هذا الكتاب إسهامًا قيمًا في فهم أعماق تاريخ المغرب والأندلس، ويثير الوعي حول قضية الرق وتأثيرها على تشكيل المجتمعات.