“الطب المدفوع بالمال: السبب الحقيقي وراء ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية” هو عنوان كتاب يعود لماغي ماهار، يستعرض بدقة لماذا تكون الرعاية الطبية في الولايات المتحدة مكلفة للغاية. على مدى عقود، اعتبر الأمريكيون أننا ننفق أكثر لأننا نمتلك أفضل نظام صحي في العالم. لكن مع تصاعد التكاليف، يصبح من الأصعب تقديم هذه الحجة. اليوم، ننفق مرتين أكثر مما ينفقه اليابان على الرعاية الصحية، لكن قليلون من يمكنهم الجدال بأن نظام الرعاية الصحية لدينا يعادل جودة نظامهم بالضبط.
بدلاً من ذلك، تشير أدلة جديدة صادمة إلى أن واحدة من كل ثلاثة دولارات تنفق على الرعاية الصحية في الولايات المتحدة تضيع في اختبارات غير ضرورية أو مكررة؛ وإجراءات غير مثبتة، وفي بعض الأحيان غير مرغوب فيها؛ وأدوية وأجهزة طبية مبالغ في ثمنها وغالباً ما تكون لا تتفوق على المنتجات الأقل تكلفة التي استبدلتها.
كيف حدث هذا؟ في “الطب المدفوع بالمال”، تأخذ ماغي ماهار القارئ خلف الكواليس في صناعة تبلغ قيمتها 2 تريليون دولار ليشهد كيف يتم إهدار مليارات الدولارات في سوق هوبزياني يجعل اللاعبين في الصناعة ضد بعضهم البعض. في مقابلات صريحة بشكل ملحوظ، يصف الأطباء ومديرو المستشفيات والمرضى والاقتصاديون الصحيون والمسؤولون التنفيذيون في الشركات ومحللو وول ستريت حرب “الكل ضد الكل” التي يمكن أن تحول الأطباء والمستشفيات وشركات التأمين وصناع الأدوية والأجهزة إلى أعداء دمويين. بدلاً من التعاون، يتنافس الأطباء والمستشفيات. بدلاً من مشاركة المعرفة، يقسم صناع الأدوية والأجهزة القيمة. بدلاً من التفكير في الأهداف الجماعية طويلة الأمد، تجبر ضروريات سوق مستعجلة مقدمي الرعاية الصحية على التركيز على الضروريات المالية القصيرة الأجل. وبالتالي، تستبعد الاستثمارات في التقنيات الطبية الجديدة التي لم يتم اختبارها الاستثمارات في التكنولوجيا المعلوماتية التي قد تقلل من الأخطاء وتحتوي على التكاليف.
من الناحية النظرية، يجب أن تروض المنافسة الحرة في السوق التضخم في الرعاية الصحية. في الواقع، تثبت ماهار، عندما يتعلق الأمر بالطب، أن القوانين التقليدية للعرض والطلب لا تنطبق. عادةً ما ينخفض السعر عندما يتوسع العرض. ولكن في صناعة الرعاية الصحية، مع زيادة عدد وتنوع الأدوية والأجهزة والعلاجات، يرتفع الطلب لاستيعاب الفائض، وترتفع الأسعار. في هذا الوقت، تكافئ الحوافز العكسية لنظام الدفع حسب الخدمة مقدمي الرعاية الصحية للقيام بالمزيد، وليس الأقل.
في هذا الكتاب المكتوب ببراعة، توضح ماهار لماذا يجب على الأطباء أن يتحملوا مسؤولية مستقبل صناعة الرعاية الصحية لدينا. اليوم، تلاحظ، “تم تجريد الأطباء من مكانتهم كمهنيين: يعالجهم مقدمو التأمين كبائعين (‘عزيزي مقدم الرعاية الصحية’)، يعتبرهم صناع الأدوية ومصنعو الأجهزة عملايًا (شخص يمكنك أن تأخذه إلى الغداء أو نادي للتعري)، بينما … يُشجع المستهلكون (المرضى) على رؤية أطبائهم كبائعين مفرطين في الأجر… قبل أن يتمكن المرضى من استعادة مكانتهم الصحيحة كمحور – وبالفعل كغاية – في نظام الرعاية الصحية لدينا”، تقترح ماهار، “يجب علينا مجددًا تمكين الأطباء … لممارسة الطب المركز على المريض – ليس استنادًا إلى الضروريات الشركاتية، أو تفضيلات الأطباء، أو حتى مطالب المرضى”، بل استنادًا إلى أفضل الأبحاث العلمية المتاحة.