“الراديكاليون في القُبعات: لماذا المحاكم اليمينية المتطرفة غير مناسبة لأمريكا”، كتاب من تأليف كاس ر. سانستين، يقدم نقدًا عميقًا للتوجهات اليمينية المتطرفة في النظام القضائي الأمريكي. ينفي الكتاب الافتراض الشائع بأن المحكمة العليا تحتفظ بتوازنٍ نسبي بين اليسار واليمين، مشيرًا إلى أن القضاة الذين كانوا يُعتبرون يمينيين في الماضي أصبحوا الآن الوسطاء في المحكمة، في حين اختفى العنصر الليبرالي تقريبًا. ويشير الكتاب أيضًا إلى أن التدخل القضائي ليس حكرًا على الحركة الليبرالية فقط، بل منذ تعيين ويليام رينكويست كرئيس للمحكمة العليا في عام 1986، شهدت المحكمة العليا سجلًا غير مسبوق من التدخل القضائي.
يقدم الكتاب نظرة عميقة إلى الجهود المبذولة لاستعادة ما يصفه العديد من المحافظين بـ “الدستور في المنفى”، أي الدستور كما كان قبل إدارة روزفلت. ويوضح كيف سيؤدي استعادة هذه الرؤية الدستورية إلى نهاية العديد من الوكالات الفيدرالية وتغيير جذري في فهم الدستور، مما يعني أن قانون حماية البيئة والاتصالات والتداول سيكون عرضة للتهديد. ويستشهد الكتاب بأمثلة واقعية تُظهر العواقب المحتملة لتلك الحركة اليمينية المتطرفة.
بوصفه أحد أبرز نظريي القانون في البلاد، يصدر كاس ر. سانستين تحذيرًا يشد الانتباه لنا جميعًا بشأن التداعيات المحتملة لهذه التوجهات. يعمل “الراديكاليون في القُبعات” على فك التشابك بين الفلسفة القضائية والسياسات الحزبية، وينبش في الرتوش الخفية لحركة يمينية متطرفة، مُصدرًا تحذيرًا قويًا وعاطفيًا بشأن ما ينويه المحافظون حقًا. تشكل هذه الأفكار والتحليلات العميقة في الكتاب تحذيرًا لا يُستهان به من تأثيرات التوجهات اليمينية المتطرفة على المؤسسات الأمريكية والحياة اليومية للمواطنين.