كتاب “الرئيس العرضي: كيف وصل جورج دبليو بوش إلى البيت الأبيض بطريق الخطأ” من تأليف ديفيد إيه. كابلان، يقدم لنا رؤية عميقة وشاملة للفترة الزمنية الاستثنائية التي انتابت الولايات المتحدة بعد الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها في عام 2000. خلال سبعة وثلاثين يومًا من الصراع والتدافع بين جورج دبليو بوش وآل غور، شاهدنا مسرحية كبيرة تتجلى فيها التكتيكات السياسية والقوانين والثقافة الإعلامية.
تتبع كابلان خلف الكواليس للكشف عن التآمرات والمناورات التي أدت إلى قرار المحكمة العليا لصالح بوش، مشيرًا إلى أن هذا القرار لم يكن محسومًا مسبقًا كما يعتقد الكثيرون. يروي لنا كيف كان يعتقد القضاة المعارضون حتى اللحظة الأخيرة أنهم قد يجذبون زميلهم المتردد الذي سموه “فليبر” بلقب مستهزئ. نحن في الغرفة عندما يقرر غور أن الشخص الوحيد الذي يحتاجه في عالم إعادة الفرز هو… إيرين بروكوفيتش. ونتعرف على الشخصية التي خلف الستار وراء كاثرين هاريس. ويُقدم لنا رسومًا للشخصيات التي كانوا يطلقون عليها أسماءً مثل “السنجاب السري” و”الرجل الوسيم”، وللمنسق السياسي الذي قفز من قطار متحرك.
من خلال كل هذه الأحداث – الفرح والألم، الاعترافات، والتراجعات، والانتقادات الأخوية؛ المحامون، والمزيد من المحامين، و181 مرة تمت ذكر عبارة “مياه لم يسبق لها مثيل” – يصوّر كابلان صورة لفترة استثنائية في تاريخ البلاد. لا يوجد الكثير من الأبطال في هذه القصة. لا يظهر أي شخص أو مؤسسة بشكل جيد. “سيادة القانون” كانت ببساطة محاولة لإيجاد طريقة للتفاف حول القانون – السياسة الواقعية بأي اسم آخر.
نتيجة الصراع بين بوش وغور كانت صدفة هائلة، انتخابات ذهبت على نحو سيئ، وتفاقمت بفضل صدفة لا يمكن تصورها من الحوادث. اتصال تكتيكي محظوظ هنا، وورقة اقتراع مربكة هناك – بين كل الجنون والنفاق، هذه هي الأمور التي جلبت بوش إلى البيت الأبيض. كان بإمكان تطورات مختلفة أن توجه المصير باتجاه آخر. بوش هو أول رئيس عرضي للبلاد، تمامًا كما كان سيكون غور. قد ينجح بوش أو يتعثر في المنصب. ولكن في كلتا الحالتين، سيتذكر القليل كيف وصل إلى هناك بعد السابع من نوفمبر 2000.
هذه هي القصة النهائية لتلك السبعة والثلاثين يومًا وسبب أهميتها.