الذكاء في إدارة الأعمال: كيف يمكن لمجتمعات المعرفة أن تحدث ثورة في شركتك
في عصر تتسم فيه الاقتصادات بفيض هائل من المعلومات، أصبح من الضروري أن تبحث الشركات عن طرق فعالة لاستخدام واستغلال هذا الكم الكبير من المعرفة. في هذا السياق، يقدم الدكتور جيم بوتكين، أحد أبرز المستشارين في مجال المعرفة، رؤى ثاقبة حول كيفية تحقيق الاستفادة القصوى من المعلومات المتاحة عبر بناء “مجتمعات المعرفة”.
في كتابه “الذكاء في إدارة الأعمال: كيف يمكن لمجتمعات المعرفة أن تحدث ثورة في شركتك”، الصادر عن دار النشر “فري بريس” في يونيو 1999، يسلط بوتكين الضوء على أهمية تبادل المعرفة وكيفية تحول هذا المبدأ إلى أداة فعالة في بيئة الأعمال الحديثة. يعترف بوتكين بأن المعرفة لا تتحقق قيمتها الحقيقية إلا عندما يتم مشاركتها وتنظيمها بفعالية، وهو مبدأ لطالما كان موضع قبول في الأوساط الأكاديمية والعلمية والطبية. ومع ذلك، يرى بوتكين أن هذا المفهوم بحاجة إلى تطبيق أوسع في عالم الأعمال، الذي لم يعد مقصورًا على الشركات الناشئة في وادي السيليكون، بل يمتد ليشمل جميع الشركات في مختلف الصناعات.
تشير رؤى بوتكين إلى أن القدرة على التكيف مع التغيرات السريعة والبيئة الديناميكية تتطلب من الشركات أن تكون قادرة على جمع وتحليل واستغلال المعرفة بشكل فعال. يقدم بوتكين في كتابه نصائح عملية حول كيفية بناء مجتمعات المعرفة داخل الشركات، حيث يتعاون الأفراد المتشاركون في الاهتمامات والشغف لخلق وتبادل واستخدام المعرفة الجديدة لأغراض تجارية ملموسة. من خلال إنشاء هذه المجتمعات، يمكن للشركات أن تحقق تحولًا هائلًا يعزز قدرتها على الابتكار وإدارة الشبكات بطرق جديدة وفعالة.
يستعرض بوتكين في كتابه تجارب حية لشركات عديدة تمكنت من الاستفادة من تطبيق مفاهيم مجتمعات المعرفة. على سبيل المثال، يوضح كيف شكلت شركة AT&T ست مجتمعات معرفية ساعدتها على تحويل استراتيجيتها في المبيعات بشكل جذري. كذلك، يعرض كيف تحولت خدمة البريد في السويد من أقدم احتكار حكومي إلى واحدة من أكبر الشركات الخاصة الناجحة في شمال أوروبا. ويعطي مثالاً آخر حول كيفية استخدام شركة موتورولا للمعرفة لتحويل جامعة موتورولا الأسطورية من مجرد منهج دراسي إلى محفز للتغيير.
يُظهر بوتكين من خلال هذه الأمثلة كيف يمكن لكل منظمة الاستفادة من مجتمعات المعرفة، ويقدم نصائح عملية حول كيفية تحقيق ذلك. إن الكتاب يعد دليلًا قيّمًا للشركات التي تسعى إلى الاستفادة من المعرفة كمورد استراتيجي لتحقيق النجاح والنمو في الألفية الجديدة.
باختصار، يقدم كتاب “الذكاء في إدارة الأعمال” رؤية متكاملة حول كيفية تحويل المعرفة إلى أداة قوية في بيئة الأعمال المتسارعة. يبرز بوتكين أهمية بناء مجتمعات معرفية تتسم بالشغف والالتزام، ويعرض كيفية تحقيق تحول فعّال من خلال تطبيق استراتيجيات إدارة المعرفة. في عالم مليء بالتغيرات السريعة والتحديات المتزايدة، يمثل الكتاب مصدرًا قيمًا لأي منظمة تسعى للاستفادة من المعرفة لتعزيز قدرتها التنافسية وتحقيق النجاح المستدام.