سكري الحمل: الأسباب والعلاج

سكري الحمل: الأسباب، الأعراض، العلاج والوقاية

سكري الحمل هو حالة طبية تحدث أثناء فترة الحمل، يتم خلالها ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل غير طبيعي. هذه الحالة يمكن أن تؤثر على صحة الأم والطفل إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح. في هذا المقال، سنناقش أهم المعلومات عن سكري الحمل، من الأسباب والأعراض إلى طرق العلاج والوقاية.

1. ما هو سكري الحمل؟

سكري الحمل هو نوع من السكري الذي يحدث أثناء فترة الحمل ويتميز بارتفاع مستويات السكر في الدم. هذا الارتفاع لا يكون ناتجًا عن تناول الطعام بشكل زائد أو نوعية الطعام كما هو الحال في مرض السكري العادي، بل هو نتيجة للتغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل. قد تكون مستويات السكر في الدم مرتفعة بما يكفي لتشخيص السكري ولكنها تعود إلى الوضع الطبيعي بعد الولادة في كثير من الحالات.

2. أسباب سكري الحمل

العوامل التي تساهم في حدوث سكري الحمل ليست واضحة تمامًا، ولكن من المعروف أن الحمل يسبب تغيرات هرمونية تؤثر على كيفية استخدام الجسم للسكر (الجلوكوز). في الحمل، تنتج المشيمة هرمونات تؤثر على قدرة الجسم على استخدام الأنسولين بشكل فعال. الأنسولين هو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستويات السكر في الدم. إذا لم يستطع الجسم إنتاج كمية كافية من الأنسولين لمواجهة هذه التغيرات، فإن مستويات السكر في الدم قد ترتفع بشكل غير طبيعي.

3. عوامل الخطر المرتبطة بسكري الحمل

على الرغم من أن سكري الحمل يمكن أن يحدث لأي امرأة حامل، إلا أن هناك عوامل خطر تزيد من احتمالية الإصابة به:

• السمنة: النساء اللاتي يعانين من زيادة الوزن أو السمنة لديهن فرصة أكبر للإصابة بسكري الحمل.

• تاريخ عائلي من السكري: وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكري، خاصة إذا كان أحد الوالدين أو الأشقاء مصابًا بالسكري.

• العمر: النساء اللواتي يحملن في سن متقدمة (أكثر من 35 عامًا) هن أكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل.

• الحمل السابق: النساء اللواتي أصبن بسكري الحمل في حمل سابق لديهن خطر أكبر للإصابة به في حمل آخر.

• الجنين ذو الوزن المرتفع: إذا كان الحمل السابق قد أسفر عن ولادة طفل بوزن أكبر من المعتاد (أكثر من 4 كيلوغرامات)، فقد تكون هذه علامة على سكري الحمل.

• أصول عرقية معينة: النساء من بعض الأصول العرقية مثل أمريكا اللاتينية، الإفريقية، والآسيوية هن أكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل.

4. أعراض سكري الحمل

في العديد من الحالات، لا تظهر أعراض واضحة لسكري الحمل، ولهذا السبب يتم تشخيصه عادة من خلال فحوصات الدم الروتينية التي تُجرى أثناء الحمل. ومع ذلك، قد تشعر بعض النساء ببعض الأعراض مثل:

• العطش الشديد: زيادة الشعور بالعطش نتيجة لارتفاع مستويات السكر في الدم.

• التبول المتكرر: قد يؤدي السكري إلى زيادة في كمية البول بسبب ارتفاع مستوى السكر.

• التعب والإرهاق: الشعور بالتعب الشديد نتيجة لاختلال التوازن الهرموني ومستويات السكر.

• الغثيان أو القيء: بعض النساء قد يشعرن بالغثيان، خاصة في الأشهر الأولى من الحمل، نتيجة للتغيرات الهرمونية.

• الرؤية الضبابية: في بعض الحالات، قد يؤدي ارتفاع السكر في الدم إلى تشويش الرؤية.

5. تشخيص سكري الحمل

عادةً ما يتم تشخيص سكري الحمل في الثلث الثاني من الحمل، بين الأسبوعين 24 و28 من الحمل. يتم ذلك عبر اختبار تحمل الجلوكوز الذي يتم من خلاله قياس مستوى السكر في الدم بعد تناول مشروب يحتوي على كمية محددة من الجلوكوز.

إذا كانت نتائج الاختبار تظهر أن مستوى السكر في الدم أعلى من المعدل الطبيعي، قد يتم طلب فحوصات إضافية لتأكيد التشخيص.

6. مضاعفات سكري الحمل

إذا لم يتم التحكم في مستويات السكر في الدم خلال فترة الحمل، فقد يتسبب سكري الحمل في عدة مضاعفات صحية للأم والطفل، منها:

• زيادة وزن الجنين: ارتفاع مستويات السكر في الدم يمكن أن يؤدي إلى نمو الجنين بشكل مفرط، مما قد يزيد من خطر الولادة القيصرية.

• مشاكل في الولادة: الجنين الكبير قد يواجه صعوبة في المرور عبر قناة الولادة، مما يزيد من احتمال الولادة القيصرية.

• مضاعفات صحية للأم: النساء اللاتي يعانين من سكري الحمل قد يكن أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم ومشاكل في الكلى.

• نقص السكر في الدم للطفل بعد الولادة: الأطفال الذين يولدون لنساء مصابات بسكري الحمل قد يعانون من انخفاض مستويات السكر في الدم بعد الولادة.

7. علاج سكري الحمل

علاج سكري الحمل يعتمد على مراقبة مستويات السكر في الدم بشكل منتظم واتباع نمط حياة صحي. في بعض الحالات، قد تكون الأدوية ضرورية. إليك أهم طرق العلاج:

• مراقبة السكر في الدم: يجب على النساء المصابات بسكري الحمل فحص مستويات السكر في الدم بانتظام، واتباع الإرشادات الطبية لضبط هذه المستويات.

• التغذية السليمة: يجب أن تتبع النساء الحوامل نظامًا غذائيًا متوازنًا وصحيًا يحتوي على الكربوهيدرات المعقدة والبروتينات والدهون الصحية.

• النشاط البدني: ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة مثل المشي يمكن أن تساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم.

• الأدوية: في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر استخدام الأنسولين أو أدوية أخرى للتحكم في مستوى السكر في الدم.

8. الوقاية من سكري الحمل

بينما لا يمكن الوقاية تمامًا من سكري الحمل في جميع الحالات، فإن بعض التدابير يمكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابة به:

• التحكم في الوزن قبل الحمل: الحفاظ على وزن صحي قبل الحمل يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بسكري الحمل.

• التغذية الصحية: تناول وجبات غذائية متوازنة مع التركيز على الأطعمة الغنية بالألياف والحد من الأطعمة الغنية بالسكر والدهون.

• النشاط البدني: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تساعد في تحسين استجابة الجسم للأنسولين.

• مراقبة مستويات السكر في الدم: إذا كانت المرأة معرضة لخطر الإصابة بسكري الحمل، يجب أن تتبع نصائح الطبيب بشأن مراقبة مستويات السكر في الدم.

9. ما بعد الولادة: تأثيرات سكري الحمل

عادة ما تعود مستويات السكر في الدم إلى طبيعتها بعد الولادة. ومع ذلك، فإن النساء اللاتي أصبن بسكري الحمل هن أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع 2 في المستقبل. لذلك، من المهم أن تستمر النساء في مراقبة مستويات السكر في الدم بعد الولادة.

10. الخلاصة

سكري الحمل هو حالة شائعة يمكن أن تؤثر على صحة الأم والطفل إذا لم يتم التحكم فيها بشكل جيد. من المهم أن تتبع النساء الحوامل نمط حياة صحي وتراقب مستويات السكر في الدم بانتظام. مع العلاج المناسب والوقاية، يمكن تقليل المضاعفات المرتبطة بهذه الحالة وضمان صحة أفضل للأم والطفل.