“الذات الأصلية: العيش مع التناقض والأصالة” هو عمل يأخذ القارئ في رحلة عميقة نحو اكتشاف الذات الحقيقية والعيش بأصالتها، يتناوله الكتاب بأسلوب يمزج بين الفلسفة والروحانية والتجربة الشخصية. يقدم الكتاب نظرة مختلفة تمامًا عما يُعتقد بشأن الوعي والتوجهات الروحية التقليدية.
المؤلفان، توماس مور وجوان هانلي، ينقلان في هذا العمل تجاربهما الشخصية وفلسفتهما المتميزة حيال الحياة والوعي. يبدأ مور رحلته بمحاولاته الطويلة للوصول إلى الوعي، وكيف أن هذه المحاولات أدت في النهاية إلى الوصول إلى الوعي الذاتي فقط، والذي أفضى بدوره إلى الشعور بالذنب والقلق والطموح. يصف تحوله الشخصي حول سن الخمسين، حيث بدأت قيمه ومثالياته تتغير بشكل جذري، وكيف أصبح يروى قيمة الكسل، وفهمه لهذا المفهوم على أنه التخلي عن الجهد ومحاولة تبرير الحياة.
يستعرض مور في كتابه القيمة الكبرى للجهل المقدس، ويتساءل عما إذا كان من المستحسن أن نعيش دون وعي بعمل الجسد، وهل تنطبق نفس التوصية على الحياة بأكملها؟ يشير إلى أهمية الحياة بقليل من الوعي، وكيف أن التعليم والخبرات يمكن أن تتلاشى بطريقة ما، لكنها لا تختفي، بل تمتص داخلنا حتى تصبح جزءًا منا أو نصبح جزءًا منها.
تُقدم الكتاب 50 تأملًا يوميًا، تلك الصور المتعددة الأبعاد للذات الإبداعية والزوايا المختلفة لاستكشاف المشاعر والإمكانيات الأساسية. يوضح مور ماذا يعني العيش من جوهر القلب المتحرق، وكيف يأتي الإبداع من خلال السماح للروح بالتفتح بألوانها وأشكالها الخاصة. تصاحب كل تأمل رسومات خشبية بسيطة وجميلة، تُظهر الطبيعة الأولية والمعقدة للتجربة وتقترح بدقة كبيرة مواضيع التناقض والمضادات التي تميز الذات العميقة.
بأسلوبه الرشيق والبصيرة المعتادة، يُقدم مور وجهات نظر غير تقليدية بشكل مُذهل حول ما هو فضيل وصحي، مما يفتح آفاقًا لتجديد الطريقة التي نعيش بها اجتماعيًا وفي حياتنا الخاصة.