الدول التي تستخدم النظام الإمبراطوري

جميع الدول التي تستخدم النظام الإمبراطوري (وحدات القياس)

يعد النظام الإمبراطوري أحد أنظمة القياس المستخدمة في بعض دول العالم، على الرغم من أن معظم الدول قد تحولت إلى النظام المتري المعتمد عالمياً في مجالات عديدة مثل العلوم، والهندسة، والصناعة. لكن هناك دولاً لا تزال تعتمد بشكل جزئي أو كلي على وحدات القياس الإمبراطورية، خاصة في الحياة اليومية وقطاعات معينة. في هذا المقال، سنتناول بالشرح تاريخ النظام الإمبراطوري، والوحدات التي يشملها، والدول التي تستخدم هذا النظام، وتأثيره على الحياة اليومية في هذه الدول.

النظام الإمبراطوري: تاريخ نشأته واستخداماته

يعود أصل النظام الإمبراطوري إلى العصور القديمة، وكان يستخدم في المملكة المتحدة والمستعمرات البريطانية خلال الإمبراطورية البريطانية. تم تطويره على مر العصور بناءً على احتياجات التجارة والملاحة، حيث تم تحديد الوحدات مثل الأقدام، والأميال، والأرطال، وغيرها من القياسات التي كانت مرتبطة بالأشياء الملموسة والمتداولة في الحياة اليومية.

في القرن التاسع عشر، بدأت المملكة المتحدة في توحيد وحدات القياس المختلفة تحت ما سمي بالنظام الإمبراطوري الرسمي، والذي تضمن القياسات المعتمدة على الأطوال، والوزن، والحجم. هذا النظام استمر في استخدامه لفترات طويلة، حتى مع انتشار النظام المتري في العديد من البلدان. على الرغم من التحول الكبير نحو النظام المتري، لا يزال النظام الإمبراطوري جزءًا من حياة الكثيرين في بعض الدول.

الوحدات القياسية في النظام الإمبراطوري

النظام الإمبراطوري يشمل مجموعة واسعة من الوحدات التي تستخدم لقياس الأطوال، والأوزان، والحجوم. من أهم هذه الوحدات:

1. الأطوال:

   • البوصة (Inch): تُستخدم لقياس المسافات الصغيرة، وتساوي 2.54 سم.

   • القدم (Foot): يتألف من 12 بوصة، ويستخدم لقياس الارتفاعات والمسافات.

   • الياردة (Yard): تتألف من 3 أقدام، وتستخدم بشكل رئيسي في قياس المسافات.

   • الميل (Mile): يستخدم لقياس المسافات الطويلة، ويُساوي 1,609.34 متر.

2. الوزن:

   • الأوقية (Ounce): تستخدم لقياس الأوزان الصغيرة.

   • الرطل (Pound): يُساوي 16 أوقية، ويستخدم بشكل واسع في قياس الأوزان.

   • الطن (Ton): يتكون من 2,000 رطل، ويُستخدم لقياس الأوزان الكبيرة.

3. الحجم:

   • الكوارت (Quart): يستخدم لقياس الحجم، ويساوي ربع الجالون.

   • الغالون (Gallon): وحدة شائعة في قياس الحجم، خاصة في السوائل.

4. درجات الحرارة:

   • فهرنهايت (Fahrenheit): يُستخدم لقياس درجات الحرارة، خاصة في الولايات المتحدة، ويعتمد على درجة تجمد الماء عند 32 درجة فهرنهايت وغليانه عند 212 درجة فهرنهايت.

الدول التي تستخدم النظام الإمبراطوري

على الرغم من أن معظم دول العالم قد تبنت النظام المتري في العقود الأخيرة، فإن النظام الإمبراطوري لا يزال يُستخدم في بعض الدول بشكل جزئي أو كلي، لا سيما في قطاعات معينة مثل الحياة اليومية، والأعمال التجارية، ووسائل النقل. من أبرز هذه الدول:

الولايات المتحدة الأمريكية

الولايات المتحدة هي واحدة من أبرز الدول التي تستخدم النظام الإمبراطوري. رغم أن النظام المتري هو النظام المعتمد في بعض المجالات العلمية والصناعية، فإن النظام الإمبراطوري لا يزال هو السائد في الحياة اليومية. فعلى سبيل المثال، يُستخدم الميل لقياس المسافات بين المدن، بينما تُستخدم الأقدام والبوصات لقياس الطول، والرطل لقياس الوزن. كما أن درجات الحرارة تقاس بالفهرنهايت في معظم المناطق.

المملكة المتحدة

في المملكة المتحدة، يُستخدم النظام الإمبراطوري في العديد من المجالات، رغم أن البلاد تعتمد بشكل أساسي على النظام المتري في المعاملات التجارية الدولية والعلوم. على سبيل المثال، في الحياة اليومية، تُستخدم الأميال لقياس المسافات، والأقدام والبوصات للطول، والرطل للأوزان. في حين أن درجات الحرارة تُقاس عادة بالفهرنهايت في بعض الأوقات، فإن النظام المتري (الدرجة المئوية) هو النظام الرسمي في قطاع الصحة والتعليم.

كندا

على الرغم من أن كندا تعتمد بشكل رئيسي على النظام المتري، إلا أن بعض المقاطعات الكندية، خاصة في المجالات التجارية والبناء، لا تزال تستخدم بعض وحدات النظام الإمبراطوري، مثل الأقدام والبوصات لقياس الطول. كما أن استخدام الأميال في الطرق السريعة لا يزال شائعًا في بعض المناطق.

الولايات المتحدة الأمريكية

الولايات المتحدة الأمريكية هي من الدول التي ترفض التحول بالكامل إلى النظام المتري، على الرغم من أن هناك بعض المحاولات البسيطة لاعتماد المتري في بعض المجالات. النظام الإمبراطوري يظل سائدًا في قياس المسافات والأوزان ودرجات الحرارة.

أنغولا

على الرغم من أن معظم الدول الإفريقية قد اعتمدت النظام المتري، إلا أن أنغولا هي إحدى الدول التي تستخدم النظام الإمبراطوري في بعض مجالات الحياة اليومية، مثل قياس المسافات والوزن.

سيراليون وليبيريا

على غرار الولايات المتحدة، لا يزال النظام الإمبراطوري يُستخدم في سيراليون وليبيريا. هاتان الدولتان غير المترتيين تعتمد بشكل كبير على الأقدام والميل والوزن بوحدات رطل، ولا تزال تستخدم وحدات قياس بريطانية في حياتهم اليومية.

جزر كايمان

تعتبر جزر كايمان إحدى المناطق التي تحتفظ باستخدام النظام الإمبراطوري بشكل رئيسي في قياس المسافات والأوزان.

التحول إلى النظام المتري

على الرغم من أن العديد من الدول لا تزال تستخدم النظام الإمبراطوري، فإن هناك تحولًا مستمرًا نحو النظام المتري الذي يُعد أكثر تطورًا ودقة. النظام المتري يعتمد على مضاعفات العشرة، ما يجعله أكثر منطقية وسهولة في الاستخدام على نطاق عالمي.

في المجتمعات التي لا تزال تستخدم النظام الإمبراطوري، هناك جهود تدريجية لتبني النظام المتري. مثلاً، تم اعتماد النظام المتري في معظم الأعمال التجارية الدولية في المملكة المتحدة وفي معظم الصناعات الأمريكية. الدول التي لا تزال تستخدم النظام الإمبراطوري بحاجة إلى تكييف قواعدها وبيئاتها التجارية مع التغيرات التي يفرضها النظام المتري عالمياً.

النظام الإمبراطوري في الحياة اليومية

يستمر النظام الإمبراطوري في الظهور بشكل ملحوظ في بعض جوانب الحياة اليومية. على سبيل المثال، في مجال البناء والإنشاءات، تُستخدم الأقدام والبوصات لقياس الطول. كما أن النظام الإمبراطوري لا يزال يستخدم في قياس درجات الحرارة في العديد من الدول مثل الولايات المتحدة، حيث تُقاس درجات الحرارة بالفهرنهايت بدلاً من مقياس درجة مئوية.

في قطاع النقل، يُستخدم الميل لقياس المسافات على الطرق السريعة في الولايات المتحدة، بينما تكون الإشارات عادةً بالأميال بدلاً من الكيلومترات. وكذلك في مجال الطيران، لا تزال بعض الطائرات الأمريكية تقيس السرعة بوحدات العقدة (النظام الإمبراطوري)، بالرغم من أن معظم الطائرات في العالم تعتمد على النظام المتري.

ختامًا

على الرغم من أن النظام الإمبراطوري أصبح أقل استخدامًا على المستوى العالمي مقارنة بالنظام المتري، إلا أن بعض الدول لا تزال تعتمد عليه في العديد من جوانب الحياة اليومية. تبقى الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة من أبرز الدول التي تستخدم هذا النظام بشكل كبير، بينما هناك دول أخرى تعتمد على بعض وحداته في مجالات معينة. ومع ذلك، فإن الاتجاه العام في العالم يسير نحو تبني النظام المتري باعتباره النظام المعتمد في جميع أنحاء العالم، مما يعكس الحاجة إلى قياسات أكثر دقة وموحدة تواكب التطور التكنولوجي والعلمي في جميع المجالات.