يعتبر كتاب “Rogue Nation: American Unilateralism And The Failure Of Good Intentions” من تأليف كلايد بريستويتز، عملًا فريدًا يستكشف تطور العلاقات الدولية وسياسة الخارجية الأمريكية بشكل متعمق وشامل. يتحدث الكتاب عن تحول استخدام مصطلح “الدولة المارقة”، الذي كان يُطلق سابقًا على الدول الخارجة عن القانون، ليشمل الولايات المتحدة نفسها، وذلك ليس فقط من قبل الأعداء ولكن أيضًا من قبل الأصدقاء والدول التي كانت تحظى بثقة الولايات المتحدة. يقدم بريستويتز رؤية نقدية وموثقة لسياسات الولايات المتحدة خلال الفترة التي سبقت هجمات 11 سبتمبر وبعدها، حيث تخلت الولايات المتحدة عن مجموعة من الاتفاقيات الدولية وتجاهلت بعض المبادرات الدولية، ما أثار الكثير من التساؤلات حول استخدام القوة والقرارات الأحادية الجانب التي اتخذتها الحكومة الأمريكية.
الكتاب ليس مجرد انتقاد لسياسات الهيمنة الأمريكية أو ممارسة القوة الأمريكية، بل هو نقد للغباء والاستعلاء والجهل في ممارسة القوة. يقوم بريستويتز بتسليط الضوء على جذور النزعة الأحادية الجانب في التاريخ وكيف أصبحت تؤثر الآن في كل مجال هام من مجالات السياسة الخارجية الأمريكية: التجارة والسياسة الاقتصادية، ومكافحة تسليح الأسلحة، والطاقة، والبيئة، والزراعة. وفي كل مجال، يؤكد على أن النهج التعددي، الذي يتماشى مع قيمنا الإنسانية والليبرالية الأساسية، يخدم أيضًا مصالحنا على المدى الطويل.
بموضوعه الفلسفي والتحليلي، يتناول الكتاب قضايا تاريخية وعالمية مثل السياسة والعلاقات الدولية بطريقة تفصيلية وموضوعية. إنه يشكل مرجعًا هامًا لفهم التحولات في السياسة الدولية ودور الولايات المتحدة كدولة عظمى في تلك السياسة. صدر الكتاب عن دار النشر “بيسك بوكس” في مايو من عام 2003، وقد أثار جدلاً واسعًا وحقق نجاحًا كبيرًا في أوساط المثقفين وصناع القرار.