تتناول كتاب “الدم الطازج” للكاتب سانفورد ج. أونغار، والصادر عن دار نشر سايمون وشوستر في ديسمبر عام 1995، رحلة استكشافية ملهمة عبر تجارب ومصاعب الهجرة التي يواجهها المهاجرون الجدد في أمريكا، حيث يستعرض الكاتب ببراعة مقابلات غنية بالتفاصيل قام بها من جهة البلاد إلى أخرى.
يوثق أونغار في كتابه العديد من المواقف والتحديات التي تواجه المهاجرين الجدد، سواء كانوا يصلون إلى الولايات المتحدة بطريقة شرعية أو غير شرعية، ويقيم تقييماً شاملاً لمساهماتهم المختلفة في المجتمع الأمريكي. يبرز الكاتب أهمية وجود هؤلاء المهاجرين في النسيج الاجتماعي والثقافي والاقتصادي للبلاد، وكيف تسهم تجاربهم وخبراتهم في إثراء الحياة الوطنية للأمريكيين.
من خلال رحلته، يأخذنا أونغار داخل مجتمعات المهاجرين المختلفة في أمريكا، مثل الكوريين في لوس أنجلوس، والبولنديين في شيكاغو، والكوبيين في ميامي، والإثيوبيين في واشنطن، حيث يبرز كيف أن الاندماج الثقافي لا يعني فقدان الهوية الأصلية، بل يشكل إضافة إيجابية للتنوع الثقافي والاجتماعي في الولايات المتحدة.
كما يقدم لنا أونغار لمحات عن أفراد مميزين في هذه المجتمعات، الذين يتصارعون مع معاناة تحولهم إلى أمريكيين في عصرنا الحالي، بالإضافة إلى استكشاف عوالم قليلة الشهرة للمهاجرين غير الشرعيين، والتحديات التي يواجهونها في ظل التطورات السياسية والقانونية الحديثة.
ويتجول الكاتب عبر الحدود الجنوبية للبلاد، حيث يرافق عناصر حرس الحدود في تكساس وكاليفورنيا في جولات ليلية، ويعبر من تيخوانا مع المكسيكيين الذين يحاولون تفادي القانون، كما يزور ملجأً للمهاجرين غير الشرعيين في براونزفيل. ويستكشف الكاتب الأزمة الهجرية على السواحل الشرقية والغربية، مع التركيز على الموجة الجديدة من المعاداة للمهاجرين التي تجتاح أمريكا.
وفي الختام، يستنتج أونغار أن قانون الولاية 187 في كاليفورنيا يعتبر قانوناً غير أمريكي، حيث يظهر تماهيه مع المعاداة للمهاجرين وانتهاكه لقيم العدالة والتسامح التي تشكل جوهر الأمة الأمريكية.