“الدلفين النحاسي” للكاتبة جوانا ترولوب هو رواية تأخذنا برحلة إلى عام 1938، حيث تكتشف ليلا كنينغهام بصدمة أن والدها الفنان المحبوب والمتهور يواجه كارثة مالية. بعد سنوات من المعاناة، لا يملك ليلا ووالدها سوى قبول عرض بيت في مالطا، حيث تقع الأحداث الرئيسية لهذه الرواية.
ينتقلون إلى جزيرة مالطا الساحرة والحارة، إلى فيلا زوندا الرائعة والمتهالكة، حيث تجذب ليلا انتباه ثلاثة شبان مختلفين بشدة. وفي ذات الوقت، تجد مالطا نفسها في مرمى نيران هتلر، حيث تبدأ قنابل ألمانيا اليومية في قصف الجزيرة.
وهنا، تبدأ معاناة ليلا وسكان مالطا الآخرين في التعامل مع الحرمان والدمار الذي يصبح جزءًا من حياتهم اليومية في زمن الحرب، ومع الخوف الرهيب الذي يصبح طبيعياً كالتنفس. ولكن الأهم من ذلك، تدرك قوة الحب الحقيقي في التغلب على هذا الخوف… والأحلام التي تستحق التضحية من أجلها بكل قلبك.
تصنف هذه الرواية ضمن الأدب الروائي، بالإضافة إلى أنها تنتمي إلى فئة الحرب والعسكرية. صدرت عن دار النشر فيكينج للبالغين في سبتمبر عام 1999.
تتناول الرواية عوالم عدة، من الرومانسية الشابة إلى الحرب العالمية الثانية، مما يضفي عليها طابعاً مميزاً يجعل القارئ ينغمس في صفحاتها ويعيش معها التجارب والمشاعر المتضاربة في ظل الحروب والصراعات.
تحمل “الدلفين النحاسي” في صفحاتها دروساً عميقة حول الصمود، والحب، وقوة الروح في مواجهة الظروف القاسية. تجسد الرواية ببراعة حياة الناس في زمن الحرب، مع كل ما يحمله ذلك من تحديات وأمل وصراع داخلي.
باختصار، هي رواية تنقل القارئ عبر الزمن والمكان، تجمع بين الجمال الطبيعي لجزيرة مالطا وبين صراعات الحروب العالمية، وتترك في نفس الوقت رسالة عميقة عن الحياة، الحب، وقوة الإرادة في مواجهة الظروف القاسية.