“الخاطىء”، للمؤلفة تيس جيريتسن، هو رواية مثيرة للتشويق تحملك في رحلة مرعبة داخل عقل مجرم مجهول الهوية، تاركا وراءه جرائم بشعة ومروعة. يبدأ الرعب عندما يُكتشف موقع جريمة مروعة في صباح أحد الأيام الباردة في شتاء نيو إنغلاند النموذجي، داخل كنيسة “أم النور الإلهي”. يكمن في أسوار الصومعة المعزولة للدير، الملطخة بالدماء، جثتان لراهبتين – إحداهما ميتة والأخرى في حالة حرجة من الإصابة – ضحايا هجوم وحشي لا يمكن التعبير عنه بالكلام.
تبدو الجريمة الوحشية بدون دافع، والراهبات العجوز في المكان لا يستطيعن تقديم مساعدة كبيرة في التحقيق الشرطي. لكن تشير تشريح الطبيب الشرعي مورا آيلز للامرأة الميتة إلى مفاجأة صادمة: الراهبة كاميل البالغة من العمر عشرين عامًا، الراهبة الوحيدة في الطائفة، قد وضعت طفلاً قبل أن تُقتل. ثم يأخذ القضية المزعجة منحى جديدًا مذهلاً عندما يتم العثور على امرأة أخرى مقتولة في مبنى مهجور، حيث تكون جثتها مشوهة بشكل لا يمكن التعرف عليه.
معًا، تكتشف مورا آيلز والمحققة جين ريزولي قسوة قديمة تربط هذه الذبائح المروعة. ومع كشف الأسرار المدفونة منذ فترة طويلة، تجد مورا آيلز نفسها تتجه بلا هوادة نحو قلب التحقيق الذي يضرب أقرب وأقرب إلى منزلها – وتجاه اكتشاف مدهش حول هوية القاتل يجعلها ترفض التفكير فيه.
كما أن “الخاطىء” يعرض تيس جيريتسن في ذروة أدائها – حيث تجلب معرفتها الحميمة بأعماق التحقيق الجنائي ببراعة لا تضاهى. وتحت طبقاتها من الرؤى المدهشة في نفوس شخصياتها، والوصف المتقن للحرب اليومية بين الخير والشر، تدق قلب لا يمكن إيقافه لهذه الرواية المثيرة.
تيس جيريتسن، التي تركت ممارستها الناجحة كطبيبة داخلية لرعاية أطفالها والتركيز على كتابتها، حصلت على اعتراف واسع النطاق بروايتها الأولى في الجريمة الطبية، وهي رواية “حصاد” التي تصدرت قائمة أفضل الكتب مبيعًا وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز. وهي أيضًا مؤلفة لأفضل الكتب مبيعًا مثل “الدعم الحيوي”، و”تيار الدم”، و”الجاذبية”، و”الجراح” و”المتدرب”.
تتميز رواية “الخاطىء” بمزيجها الرائع بين الإثارة والرعب، وتجسد تيس جيريتسن فيها قدرتها الفريدة على تقديم قصة تشد الانتباه منذ بدايتها حتى نهايتها بشكل مدهش ومثير.