تعد “The Old Neighborhood: What We Lost in the Great Suburban Migration, 1966-1999” لراي سواريز إحدى الأعمال الرائدة في استكشاف تأثير هجرة الضواحي الكبيرة في الفترة ما بين عامي 1966 و1999 على الحياة الاجتماعية والثقافية في الولايات المتحدة الأمريكية. يسلط الضوء على تجربة الحياة في المدن والأحياء القديمة والتي كانت تعتمد على تفاصيل يومية ملموسة وعلى التواصل الاجتماعي المكثف بين السكان.
تبدأ الكتاب برؤية شاعرية للحياة في المدينة، حيث كانت الحياة تقتصر على الحاجات الأساسية والعلاقات الاجتماعية البسيطة، بعيدًا عن عالم التفاخر بالممتلكات والمكانة الاجتماعية. كان المنزل ليس مجرد معرض للعرض، بل كان مكانًا للحفاظ على الأشياء القليلة التي تمكنوا من الاحتفاظ بها من الفائض الناتج عن عملهم.
يعكس الكتاب تجربة ملايين الأمريكيين الذين عاشوا في المدن الكبرى، مع التركيز بشكل خاص على مدينة بروكلين، حيث يمكن لواحد من بين كل سبعة منا تتبع أصله العائلي إلى هذه المدينة الفريدة. في عام 1950، كانت أغلب المدن الأمريكية الكبرى في الشمال الشرقي أو الميدويست، وكانت جميعها تمتلك سكانًا يفوق الـ 800،000 نسمة. ومع ذلك، منذ منتصف الستينيات وخاصة، تلاشت طريقة الحياة هذه تدريجيًا.
يرصد سواريز، الذي نشأ في بروكلين، العديد من الحكايات والتجارب من خلال مقابلاته مع السكان القدامى والوافدين الجدد والمغادرين الأخيرين، بالإضافة إلى القياديين المجتمعيين والكهنة ورجال الشرطة والسياسيين والباحثين الذين درسوا الأحياء والاتجاهات الديموغرافية والشبكات الاجتماعية. وينتج عن هذا التحقيق خيوط تاريخية غنية ومتشابكة.
يتناول الكتاب فصولا حاسمة في تجربة أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية، وهو ليس موجهًا فقط للأمريكيين من الجيلين الأول والثاني، بل لأي شخص يتذكر المدن قبل الحرب أو يتساءل كيف وصلنا إلى الوضع الحالي. إنه كتاب يتناول “الأحياء القديمة” التي كانت محل تقدير، والتي فقدت الآن، ويشكل بمثابة تذكير بالجذور والتاريخ الضائع.