الحمل في الشهر السابع: تطور وتغيرات

الحمل في الشهر السابع: مرحلة هامة من رحلة الحمل

يعتبر الحمل من أكثر التجارب الفسيولوجية والمعرفية التي تمر بها المرأة في حياتها، حيث يحمل في طياته العديد من التغيرات الجسدية والعاطفية. في الشهر السابع من الحمل، تبدأ المرأة في الشعور بفرق كبير في جسدها وحركتها، وتزداد المسئولية التي تشعر بها، بالإضافة إلى اقتراب موعد الولادة. هذه المرحلة هي من بين أهم وأخطر مراحل الحمل، حيث يتطور الجنين بشكل كبير ويبدأ في التحضير للعيش خارج رحم الأم. في هذا المقال، سنناقش مختلف الجوانب المتعلقة بالحمل في الشهر السابع، من تطور الجنين إلى التغيرات الجسمية التي تمر بها الأم، إضافة إلى النصائح التي تساعد الأم على التعايش بشكل صحي وآمن خلال هذه الفترة.

1. تطور الجنين في الشهر السابع

في هذا الشهر، يتقدم الجنين بشكل ملحوظ نحو مرحلة اكتمال نموه استعدادًا للولادة. يبلغ وزن الجنين في الشهر السابع حوالي 1.2 إلى 1.5 كيلوغرام، وقد يختلف هذا الوزن تبعًا لعوامل عدة مثل الوراثة والتغذية. لكن ما يميز هذه الفترة هو أن الجنين يبدأ في اتخاذ وضعية رأسية في الغالب، استعدادًا للولادة الطبيعية.

1.1 النمو العقلي والجسدي

خلال الشهر السابع، يبدأ الدماغ في تطوير المزيد من التلافيف (التجاعيد) ويزداد حجم المخ بشكل ملحوظ. في هذه المرحلة، يبدأ الجنين في الاستجابة للأصوات والضوء بشكل أفضل. يمكن للأم أن تلاحظ تحركاته المتزايدة، حيث يصبح الجنين أكثر نشاطًا، خاصة في الساعات التي تتسم بالهدوء في الليل.

1.2 تطور الأعضاء الحيوية

تستمر الأعضاء الحيوية في التوسع والنضج. على سبيل المثال، تصبح الرئتين أكثر تطورًا، وتبدأ الأمعاء في تكوين وظائفها بشكل طبيعي. على الرغم من أن الرئتين لا تكونان مكتملتين تمامًا في هذه المرحلة، إلا أن الجنين سيكون قادرًا على التنفس إذا وُلد في هذه الفترة بفضل تطور الحويصلات الهوائية في الرئتين.

2. تغيرات الجسم لدى الأم في الشهر السابع

تزداد التغيرات الجسدية لدى الأم بشكل واضح في الشهر السابع. يبدأ الجسم في تحضير نفسه للولادة من خلال سلسلة من التغيرات التي تؤثر على الشكل والشعور العام.

2.1 زيادة الوزن والتورم

خلال هذه المرحلة، من المتوقع أن تكتسب الأم وزنًا إضافيًا نتيجة لزيادة حجم الجنين والسوائل المحيطة به. هذا الوزن الزائد قد يسبب تورمًا في القدمين والكاحلين، ويشعر بعض النساء بزيادة ضغط على أسفل الظهر والحوض نتيجة للحمل المتزايد. تعتبر هذه الأعراض طبيعية، ولكن في حال حدوث تورم غير طبيعي أو مفرط، قد يكون من الضروري استشارة الطبيب.

2.2 آلام الظهر والشد العضلي

بسبب زيادة حجم الرحم، يمكن أن تشعر الأم بآلام في أسفل الظهر. قد يكون هذا الألم ناتجًا عن الضغط المتزايد على الأعصاب والأربطة. قد تعاني بعض النساء أيضًا من تشنجات في الساقين بسبب زيادة الضغط على الأوعية الدموية. من المهم في هذه الفترة أن تقوم الأم بتمارين إطالة خفيفة أو ممارسة المشي لتخفيف هذه الآلام.

2.3 القلق والمشاعر العاطفية

لا تقتصر التغيرات خلال الشهر السابع على الجوانب الجسدية فقط، بل تؤثر أيضًا على الصحة النفسية والعاطفية للأم. قد تشعر الأم بالقلق أو التوتر بخصوص الولادة القادمة وتغيرات حياتها. بالإضافة إلى ذلك، الهرمونات التي يتغير مستواها قد تجعل المزاج يتقلب من لحظة لأخرى. الدعم العاطفي من الزوج والعائلة يكون مهمًا جدًا في هذه المرحلة.

3. أعراض أخرى قد تواجهها الأم في الشهر السابع

إلى جانب التغيرات الجسدية الكبيرة التي تمر بها الأم في الشهر السابع من الحمل، هناك بعض الأعراض الأخرى التي قد تظهر أيضًا.

3.1 زيادة إفرازات المهبل

من الممكن أن تلاحظ الأم زيادة في إفرازات المهبل في هذا الشهر. هذه الإفرازات قد تكون طبيعية، ولكن إذا كانت مصحوبة برائحة كريهة أو حكة، ينبغي استشارة الطبيب لأن ذلك قد يشير إلى وجود التهاب أو عدوى.

3.2 ضيق التنفس

مع زيادة حجم الجنين، قد يتسبب في ضغط على الحجاب الحاجز، مما يجعل الأم تشعر بضيق في التنفس. يعتبر هذا عرضًا طبيعيًا في الشهر السابع، ولكن إذا أصبح التنفس أكثر صعوبة أو إذا صاحب ذلك أعراض أخرى مثل الدوخة أو التعب الشديد، فيجب على الأم استشارة الطبيب.

3.3 الحرقة (الحموضة المعوية)

يحدث في هذه المرحلة زيادة في حجم الرحم وضغطه على المعدة، مما يؤدي إلى تسرب الحمض المعدي إلى المريء. هذا قد يسبب حرقة المعدة أو حموضة. ينصح بتجنب الأطعمة الحارة والدهنية واللجوء إلى تناول وجبات صغيرة ومتعددة طوال اليوم لتخفيف الأعراض.

4. نصائح غذائية للأم في الشهر السابع

تعد التغذية السليمة في الشهر السابع أمرًا بالغ الأهمية لصحة الأم والجنين. يجب على الأم أن تضمن حصولها على العناصر الغذائية اللازمة لتعزيز نمو الجنين وتوفير الطاقة لها.

4.1 تناول الأطعمة الغنية بالبروتين

يحتاج الجنين إلى البروتين لبناء الأنسجة والعضلات، لذلك من المهم أن تتضمن الحمية الغذائية مصادر غنية بالبروتين مثل اللحوم الخالية من الدهون، البيض، الأسماك، والمكسرات.

4.2 زيادة الكالسيوم

من المهم أن تحصل الأم على كميات كافية من الكالسيوم في الشهر السابع من الحمل، حيث يساهم في بناء عظام وأسنان الجنين. يمكن الحصول على الكالسيوم من الحليب ومشتقاته، وكذلك من بعض الخضراوات مثل السبانخ والكرنب.

4.3 شرب كميات كافية من الماء

من المهم أن تظل الأم رطبة في هذه المرحلة لتجنب حدوث الجفاف الذي قد يؤثر على صحتها وصحة الجنين. يفضل شرب 8-10 أكواب من الماء يوميًا.

4.4 تناول الأطعمة الغنية بالحديد

نظرًا لزيادة حجم الدم في الحمل، يجب على الأم تناول الأطعمة الغنية بالحديد لتجنب فقر الدم. يمكن العثور على الحديد في اللحوم الحمراء، الدواجن، الأسماك، الحبوب المدعمة، والبقوليات.

5. النصائح الطبية للرعاية في الشهر السابع

على الرغم من أن معظم الأعراض التي تشعر بها المرأة في الشهر السابع من الحمل هي أعراض طبيعية، إلا أن هناك بعض العلامات التي يجب الانتباه إليها والإبلاغ عنها للطبيب فورًا.

5.1 مراقبة حركة الجنين

من النصائح الأساسية في هذه المرحلة مراقبة حركة الجنين. في حال ملاحظة قلة في الحركة أو تغير مفاجئ في نشاط الجنين، يجب استشارة الطبيب في الحال.

5.2 متابعة الفحوصات الدورية

من المهم أن تتابع المرأة الحامل الزيارات المنتظمة للطبيب في الشهر السابع، حيث يقوم الطبيب بفحص نمو الجنين ومستوى السائل الأمنيوسي، بالإضافة إلى قياس ضغط الدم وإجراء فحوصات أخرى لضمان صحة الأم والطفل.

5.3 الاستعداد للولادة

على الرغم من أن الولادة لا تكون وشيكة في الشهر السابع، إلا أن الاستعداد لها يعد أمرًا مهمًا. يجب على الأم أن تتعرف على إشارات المخاض المبكر وأن تكون على استعداد لمعرفة كيفية التعامل مع أي تطورات غير متوقعة.

6. الخلاصة

يمثل الشهر السابع من الحمل مرحلة مهمة في تطور الجنين وتحضيره للحياة خارج الرحم. كما يتطلب من الأم الانتباه إلى التغيرات التي تحدث في جسمها والتأكد من اتباع روتين غذائي وصحي مناسب لضمان صحة الجنين وسلامتها. هذا الشهر مليء بالتحديات والتغيرات، ولكن مع الرعاية الطبية الجيدة والدعم النفسي المناسب، يمكن أن تخوض الأم هذه المرحلة بأمان وراحة.