حملت الحملة البلقانية التي جرت في الفترة من 28 أكتوبر 1940 حتى 1 يونيو 1941، بأهميتها الاستراتيجية والتاريخية، تأثيرًا عميقًا على مسار الحرب العالمية الثانية. فقد جسدت هذه الحملة سلسلة من العمليات العسكرية التي نظمها القوات المحورية بقيادة ألمانيا النازية، بالتعاون مع إيطاليا الفاشية، وذلك بهدف السيطرة على مناطق البلقان في جنوب شرق أوروبا.
بدأت الحملة البلقانية بغزو إيطاليا لليونان في أكتوبر 1940، والذي واجه صمودًا غير متوقع من الجانب اليوناني، وسرعان ما تورطت بريطانيا في تقديم الدعم لليونان. لكن تدخل ألمانيا النازية كان حاسمًا، حيث بدأت عملية “ماريتزا” بغزو اليونان ويوغسلافيا في أبريل 1941. استخدمت ألمانيا قوات مدرعة قوية وتكتيكات هجومية متطورة لتحقيق سيطرتها على هذه البلدان في وقت قياسي.
تبع هذا الغزو احتلال يونان ويوغسلافيا بسرعة، وفرض الاحتلال النازي سيطرته على المنطقة بشكل كامل، مما أدى إلى توسيع نطاق الصراع في البلقان وتعقيد الوضع الإستراتيجي للقوات الحلفاء. وعلى الرغم من مقاومة بعض الجماعات المحلية، فإن التحالف بين ألمانيا وإيطاليا نجح في تحقيق أهدافهما في البلقان خلال فترة قصيرة.
تركز الحملة البلقانية على ضمان سيطرة المحور على مناطق الإمداد الحيوية والقواعد الاستراتيجية في البلقان، بما في ذلك حصار اليونان واحتلالها وضمان السيطرة على البحر الأبيض المتوسط وممرات الملاحة الهامة. كما شكلت الحملة البلقانية جزءًا من استراتيجية النازية لتوسيع نفوذها في أوروبا الشرقية والاستيلاء على الموارد الطبيعية والبشرية في تلك المناطق.
بالإضافة إلى ذلك، فإن نجاح الحملة البلقانية ساهم في تأزيم الوضع الاستراتيجي للحلفاء، وزاد من التوترات داخل الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط، وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى تعقيد المشهد العسكري للحرب العالمية الثانية بشكل كبير وتأثيراتها الجيوسياسية على المدى الطويل.