في غمرة تفاصيل مشوقة تمزج بين الخيال الإبداعي والرؤية الفنية، يقدم كتاب “الحقيقة السينمائية والعين السينمائية” للمخرج والمفكر الرائد دزيغا فيرتوف رحلة استثنائية في عالم السينما الوثائقية. ينسج فيرتوف توقعاته وابتكاراته في هذا العمل الفني، الذي يعد ليس فقط وثيقة سينمائية بل رؤية نابعة من عقل فنان يتجاوز حدود العادة.
الكتاب، الذي يحمل توقيع دزيغا فيرتوف، يتألق بأناقة لغوية وفنية مذهلة، حيث يكشف عن تفاصيل مدهشة حول عالم الفيلم التسجيلي. يتناول الكتاب العديد من القضايا المتعلقة بالصوت والصورة، مستعرضاً كيف يمكن تنظيم الأصوات الصناعية بشكل يجعلها تتناغم وتتفاعل بشكل رائع، حتى تبدو كسيمفونية فنية مؤثرة.
في مقام الثناء على أعماله، أشاد الكثيرون بفن فيرتوف، ومنهم من قال إنه لم يكن يتصوّر أبداً أن يكون بإمكان أحد تنظيم الأصوات الصناعية بطريقة تجعلها تبدو بهذا الرونق الفني. يتناول الكتاب بشكل خاص فيلم “الحماس”، الذي يعتبره فيرتوف واحدة من أفضل السيمفونيات المؤثرة التي سمعها على الإطلاق.
تتألف صفحات الكتاب من 272 صفحة، وقد أبدعت دار أسامة للنشر والتوزيع في تقديمه للقارئ بتصميم غلاف ورقي فاخر يعكس براعة المحتوى الذي يحمله. ويتميز هذا الكتاب بتصنيفه تحت فئة الصحافة والإعلام، حيث يتناول مجال السينما والتأثير الفني الذي يخلقه في العقول والقلوب.
إن “الحقيقة السينمائية والعين السينمائية” ليس مجرد كتاب، بل هو تحفة فنية تنقل القارئ إلى عالم من الخيال والإبداع، حيث يتجلى دزيغا فيرتوف كروائي ومفكر استثنائي يرسم لنا لوحة فنية متقنة في عالم السينما الوثائقية.