كيفية الحصول على لون شعر رمادي: دليل شامل وموسع

يُعد الشعر الرمادي أحد أبرز صيحات الألوان في عالم تصفيف الشعر خلال السنوات الأخيرة. فبعد أن كان الشعر الرمادي رمزًا للتقدم في العمر، أصبح اليوم تعبيرًا عن الجرأة والأناقة والتفرد في الذوق. يتجه العديد من النساء والرجال على حد سواء إلى اعتماد هذا اللون، إما لتعزيز مظهر شبابي معاصر، أو للتعبير عن هوية متميزة لا تخضع للمعايير التقليدية للجمال.

يتطلب الحصول على لون الشعر الرمادي خطوات دقيقة ومعرفة واسعة بطبيعة الشعر، والمواد الكيميائية المستخدمة في الصبغ، فضلاً عن تقنيات العناية اللازمة للحفاظ على جمالية اللون وجودته لفترة طويلة. هذا المقال يستعرض بشكل موسع كيفية تحقيق هذا اللون الجذاب، والعوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار لضمان النتيجة المثالية.

أهمية فهم طبيعة اللون الرمادي في الشعر

اللون الرمادي ليس مجرد لون واحد، بل يتكون من تدرجات عديدة تشمل الرمادي الفاتح، الداكن، الفضي، المعدني، وحتى الرمادي المائل إلى الأزرق أو البنفسجي. يتكوّن هذا اللون من مزيج من الصبغات الأساسية كالأسود والأبيض أو الأزرق والرمادي، وقد يختلف تأثيره حسب لون البشرة الطبيعي، ونوع الشعر، ودرجة الامتصاص اللوني للبصيلات.

في السياق الكيميائي، يتطلب اللون الرمادي وجود قاعدة شعر فاتحة للغاية، عادة ما تكون بلاتينية أو بيضاء، حتى يمكن تطبيق الصبغة الرمادية بشكل فعال دون أن تظهر بظلال صفراء أو نحاسية غير مرغوب فيها.

الخطوة الأولى: تفتيح لون الشعر (Bleaching)

أولى وأهم الخطوات في طريق الحصول على شعر رمادي مثالي هي عملية التفتيح أو التبييض، والتي تعرف أيضًا بعملية إزالة الصبغات الطبيعية من الشعر.

1. تقييم حالة الشعر قبل التفتيح

يجب إجراء تحليل شامل لحالة الشعر قبل البدء بأي إجراء كيميائي، خاصة التفتيح، الذي يعتبر من أقسى العمليات التي قد يتعرض لها الشعر. إذا كان الشعر تالفًا، جافًا، أو معالجًا كيميائيًا سابقًا (مثل تمليس أو فرد)، يجب إجراء جلسات علاجية مسبقة لتقويته.

2. اختيار درجة الأوكسيد المناسبة

يعتمد نجاح التفتيح على اختيار تركيز الأوكسيد (Hydrogen Peroxide) المناسب. تركيز 30% يُستخدم في الحالات التي تتطلب رفعًا سريعًا للون، بينما يفضل استخدام تركيزات أقل (20%) في الشعر الحساس لتقليل التلف.

3. الوصول إلى درجة التفتيح المطلوبة

للوصول إلى لون رمادي نقي، يجب أن يصل لون الشعر بعد التفتيح إلى المستوى 10 أو 11 على مقياس درجات اللون (أي الأبيض أو الأشقر الباهت جدًا). إذا لم يتم الوصول إلى هذه الدرجة، فإن اللون الرمادي سيتحول إلى لون باهت مائل إلى الأصفر أو الأخضر.

الخطوة الثانية: التخلص من الأصباغ النحاسية (Toning)

بعد عملية التفتيح، غالبًا ما يظهر لون الشعر بدرجات صفراء أو برتقالية غير مرغوبة، وهنا تأتي أهمية التونر (Toner)، وهو منتج يستخدم لتعديل اللون الأساسي ومنحه قاعدة مناسبة للون الرمادي.

1. اختيار التونر المناسب

يُنصح باستخدام تونر بنفسجي أو أزرق لإلغاء انعكاسات اللون الأصفر أو البرتقالي. على سبيل المثال، التونر البنفسجي يعادل اللون الأصفر، بينما التونر الأزرق يعادل اللون البرتقالي.

2. طريقة التطبيق

يُطبق التونر على الشعر الرطب ويُترك لمدة تتراوح بين 15 إلى 30 دقيقة حسب نوع التونر وكثافة اللون غير المرغوب فيه، مع ضرورة متابعة التأثير باستمرار لتفادي التحول إلى لون غير متناسق.

الخطوة الثالثة: صبغ الشعر باللون الرمادي

بعد التفتيح وتوحيد اللون بالتونر، تأتي مرحلة وضع الصبغة الرمادية. هذه المرحلة تتطلب دقة في اختيار الدرجة المناسبة، وإجراء خلطات دقيقة لضمان توازن اللون وثباته.

1. اختيار درجة الرمادي

• الرمادي الفضي (Silver Gray): يناسب البشرة الفاتحة ويضفي مظهرًا لامعًا.

• الرمادي المعدني (Metallic Gray): يتمتع بتأثير لامع وقوي.

• الرمادي الداكن (Dark Gray): يناسب أصحاب البشرة الحنطية والداكنة.

2. تركيبة الصبغة

يُفضل استخدام صبغات احترافية تحتوي على صبغات زرقاء أو بنفسجية بنسب مدروسة لضمان توازن اللون ومنع ظهوره بمظهر باهت أو مصفر. يتم خلط الصبغة مع الأوكسيد بنسبة دقيقة (عادة 1:1.5) وتطبيقها على الشعر بالكامل.

الجدول التالي يلخص الخطوات الأساسية للحصول على لون رمادي مثالي:

العناية بالشعر الرمادي بعد الصبغة

من أكثر التحديات التي تواجه أصحاب الشعر الرمادي هي الحفاظ على حيوية اللون وثباته لأطول فترة ممكنة، خاصةً وأن هذا اللون يميل إلى التلاشي بسرعة إذا لم تتم العناية به بشكل صحيح.

1. استخدام الشامبو البنفسجي

يُعد الشامبو البنفسجي حجر الزاوية في روتين العناية بالشعر الرمادي. فهو يحتوي على صبغات بنفسجية تساعد في معادلة الألوان الصفراء غير المرغوبة وتحافظ على إشراقة اللون الرمادي.

2. تجنب غسل الشعر بالماء الساخن

الماء الساخن يفتح مسام الشعر ويسرّع من فقدان الصبغة. لذلك، يُنصح باستخدام الماء البارد أو الفاتر لغسل الشعر.

3. الترطيب العميق

الصبغات تؤدي إلى جفاف الشعر. يجب استخدام ماسكات ترطيب مرة أسبوعيًا على الأقل، تحتوي على مكونات مثل زيت الأركان، الكيراتين، أو زبدة الشيا للحفاظ على نعومة الشعر.

4. تجنب أدوات التصفيف الحراري

استخدام مكواة الشعر أو المجفف الحراري يضعف بنية الشعر ويفقده اللون بسرعة. وإذا كان لا بد من استخدامها، فيجب وضع واقٍ حراري قبل التصفيف.

تأثير لون الشعر الرمادي على المظهر العام

يعطي الشعر الرمادي انطباعًا بالثقة بالنفس والجرأة، ويمنح الوجه إشراقًا خاصًا، خاصةً عندما يُنسق مع ألوان ملابس محايدة أو معدنية. كما يبرز ملامح الوجه، ويُفضَّل دمجه مع مكياج بسيط ولون شفاه هادئ لإبراز جمال اللون.

الاعتبارات الصحية والاحتياطات

نظرًا لأن عملية التفتيح واستخدام الصبغات تحتوي على مواد كيميائية قوية مثل الأمونيا والأوكسيد، فإن هناك بعض الاعتبارات الصحية التي يجب الانتباه إليها:

• الحساسية: يجب دائمًا إجراء اختبار تحسس قبل استخدام أي صبغة على الجلد.

• التنفس: يُفضل تنفيذ عمليات الصبغ في أماكن جيدة التهوية.

• الحمل والرضاعة: يجب استشارة الطبيب قبل استخدام المواد الكيميائية أثناء هذه الفترات.

بدائل طبيعية للحصول على الشعر الرمادي

بالرغم من أن النتائج المثلى تتطلب استخدام الصبغات الكيميائية، إلا أن هناك من يفضلون البدائل الطبيعية لأسباب صحية أو أخلاقية. من بين هذه البدائل:

• الحناء المخلوطة بألوان معدنية: يمكن خلط الحناء مع بودرة النيلي وبعض الأعشاب للحصول على لون رمادي مائل إلى الأزرق.

• القرنفل والميرمية: يستخدم كمزيج طبيعي لإضفاء لون رمادي داكن مؤقت عند استخدامه لفترات طويلة.

• أصباغ نباتية مؤقتة: متوفرة في الأسواق، ويمكن تطبيقها بسهولة دون أضرار على الشعر.

الخلاصة

الحصول على لون الشعر الرمادي هو رحلة تتطلب معرفة علمية دقيقة، وفهمًا لتقنيات التجميل والعناية بالشعر، واهتمامًا متواصلاً للحفاظ على اللون وجودة الشعر. من خلال اتباع الخطوات الصحيحة، واختيار المنتجات المناسبة، والالتزام بروتين عناية فعال، يمكن تحقيق مظهر رمادي أنيق وصحي يعكس شخصية متفردة وأسلوبًا عصريًا جذابًا.

المراجع:

1. Milady Standard Cosmetology, Cengage Learning, 2016

2. Hair Structure and Chemistry Simplified, John Halal, Delmar Learning