تعتبر كتب العلوم السياسية من أهم المصادر التي تسلط الضوء على أحداث وقرارات تاريخية هامة، ومن بين هذه الكتب تبرز “الحرب ورئاسة الولايات المتحدة الأمريكية”، التي كتبها الفارس الذي حصل على جائزة بوليتزر مرتين، أرثر إم. شليسنغر جونيور. يتناول الكتاب بجدارة وسطور متقنة الحرب في العراق، ودور الرئاسة، ومستقبل الديمقراطية الأمريكية.
يبدأ شليسنغر بالتطرق إلى مبدأ بوش الذي يتعلق بالسياسة الخارجية وما يعنيه بالنسبة للديمقراطية الأمريكية، مع تسليط الضوء على خطورة قرار الذهاب إلى الحرب في دولة ديمقراطية، حيث يعد هذا القرار من أخطر القرارات. يتناول ببراعة شليسنغر في كتابه هذا مسألة الأحادية كمبدأ قديم في تاريخ أمريكا، لكنه في الوقت نفسه يحذر من مخاطر التحول القاتل في السياسة الأمريكية من الردع والاحتواء إلى الحرب الوقائية.
يقدم شليسنغر تحليلاً قوياً حول توسع سلطة الرئيس جورج دبليو بوش وإحياء الرئاسة الإمبراطورية، مذكراً بإرث البلاد المتميز من الوطنية من خلال الاعتراض في وقت الحرب، مطالباً بأن نحترم هذا التقليد حتى في مواجهة حاجتنا إلى الأمن. ويذكرنا بتعقيد تاريخنا، فالكتاب يلقي الضوء بشكل أساسي على معنى تاريخنا ويقدم دليلاً لاستخدام فهمنا بشكل مسؤول في مواجهة التحديات الحالية.
يعد هذا الكتاب مصدرًا أساسيًا لفهم السياسة الخارجية الأمريكية وأثرها على الديمقراطية الداخلية، مما يجعله قراءة ضرورية لكل من يهتم بالشؤون السياسية والأمن القومي والدولي. تم نشره في سبتمبر من عام 2004 بواسطة دار نشر دبليو دبليو نورتون آند كو.