في هذا الكتاب الذي يحمل عنوان “الحرب على العراق: طغيان صدام ومهمة أمريكا”، يقدم الكتّاب ويليام كريستول ولورنس كابلان تحليلاً مفصلاً للأزمة مع العراق والتي كانت تسود الأوساط الأمريكية في فبراير 2003. يطرح الكتاب أسئلة هامة تدور في أذهان الأمريكيين في تلك الفترة، مثل: هل الحرب ضرورية حقًا؟ وما الذي يمكن أن تحققه؟ وما هي الرؤية العامة للسياسة الخارجية الأمريكية التي تحكم العزم على إزاحة صدام حسين؟ وما هي الفشليات التي حدثت في العقود القليلة الماضية وأدت بنا إلى مواجهة مع ديكتاتور يطور أسلحة دمار شامل؟ وما هو العلاقة بين الحرب مع العراق وأحداث 11 سبتمبر؟
في محاولة للإجابة على هذه الأسئلة، يرسم كريستول وكابلان صورة مفصلة للمبررات وراء التصعيد ضد العراق. ومع أن تركيز العديد من المشاهدين قد يكون على تفاصيل أسلحة الدمار الشامل وأعمال صدام الإبادية ضد إيران وشعبه، فإن الكتّاب يؤكدون أنه لفهم السبب الحقيقي وراء ضرورة محاربة صدام، يتعين التجاوز إلى تفاصيل ماضيه الذي تجاهلته السياسات الأمريكية لفترة طويلة.
يبدأ التفسير من خلال كيف أدت الأفكار السياسية السائدة في العقد الماضي – الليبرالية الكلينتونية والواقعية الجمهورية – إلى تجاهل صندوق أمنيته العراقي المحتمل لأكثر من عقد. كما يؤكد الكتّاب أن الحرب على العراق تمثل إلى حد كبير حرب أفكار حول دور أمريكا في العالم.
يقدم الكتّاب تفسيرًا شاملاً لاستراتيجية “الوقاية” التي توجهت بها إدارة بوش في التعامل مع هذه الأزمة، موضحين أن سياسة الخارجية الأمريكية للقرن الواحد والعشرين تتشكل في مجملها في مجابهة تحديات صدام. من المتوقع أن تكون الحرب على العراق نهاية حكم صدام حسين، ولكنها ستكون بداية لعصر جديد في السياسة الخارجية الأمريكية. ويليام كريستول ولورنس كابلان يظلان مرشدين لفهم العصر الذي ينتظرنا.