في كتابه “الحرب بوسائل أخرى: التجسس الاقتصادي في أمريكا” للكاتب جون ج. فيالكا، يتناول المؤلف بشكل موسع ومفصل الوقائع الصعبة وراء هجوم على الاقتصاد الأمريكي بشكلٍ مميت لدرجة أنه يُعتبر “بيرل هاربر” زمنيًا. في عام 1811 زار فرانسيس كابوت لويل إنجلترا وسرق قطعة كبيرة من الثورة الصناعية، وهي آلة النسيج كارترايت، التي كان قد حفظ مخططاتها في ذهنه. واليوم، تحولت المدينة التي أُطلق عليها اسمه، لويل، ماساتشوستس، إلى أرضٍ اقتصادية مهجورة. لقد نسينا دروس نجاح لويل؛ فالتقنيات التي وضعها في التجسس والسرقة تُستخدم الآن ضدنا.
في هذه الرحلة المليئة بالأحداث نحو عناوين الغد، يكشف جون فيالكا، المحقق الصحفي الحائز على جوائز من صحيفة وول ستريت جورنال، عن حرب سرية تهدد الأمن الاقتصادي للولايات المتحدة ومعيشة ملايين المواطنين الأمريكيين. لقد تغيرت قواعد اللعب، وأصبحت ساحة المعركة اقتصادية بدلاً من أيديولوجية، لكن التجسس في التسعينيات ينبع مباشرةً من أطلال نظم التجسس في فترة الحرب الباردة. وبتكوينها من جديد، تهدد العمليات السرية لأعداء أمريكا بفراغ اقتصاد الولايات المتحدة وسحب الوظائف والتكنولوجيا التي نحتاجها للبقاء تنافسيين في القرن الحادي والعشرين.
من خدعة مذهلة لعملية “الوداع” لروسيا – جولة التسوق الوقحة للأسرار الأمريكية – إلى “الحفر الفني” (شكلٌ متقن للسرقة) من قِبل اليابان، وإلى استخدام الصين بذكاء للحرم الجامعي الأمريكي والشركات والمستهلكين لتحديث جيشها، يُضيء هذا الكتاب فقدانًا يُشعر به الكثيرون، لكنه لا يُرى أو يُفهم بشكلٍ كافٍ. فاللصوص التكنولوجيين لديهم العديد من الأدوات، ولكن سلاحهم الأساسي هو انفتاح مجتمعنا، والمدافعون مُقيّدون بشهودٍ مُحرجين جدًا ليتقدموا بشكوى وبقوانين تستهدف التهديدات في القرن التاسع عشر. يُخطئ هذا الكتاب الخيارات الصعبة التي يجب علينا اتخاذها إذا أردنا البقاء.
باختصار، يقدم هذا الكتاب نظرة عميقة وشاملة عن كيفية تصاعد التجسس الاقتصادي وتهديده للاقتصاد الأمريكي والخيارات الصعبة التي يتعين على البلاد اتخاذها للبقاء تنافسية في العالم المعاصر.