الحرب الأهلية الإسبانية التي اندلعت في السابع عشر من يوليو عام 1936 واستمرت حتى الرابع من أبريل عام 1939، تمثلت في صراع معقد بين القوى الجمهورية والقوى الوطنية في إسبانيا، وهي أحد الصراعات الرئيسية التي وقعت قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية. بدأت الصراعات الداخلية في إسبانيا بعد فترة من الاستقرار النسبي، حيث كانت البلاد تعاني من توترات اجتماعية واقتصادية وسياسية.
تجذر جذور الصراع في تباينات عميقة بين الطبقات المختلفة من المجتمع الإسباني، بما في ذلك الفروق الدينية والسياسية والاقتصادية. كانت الحرب في جوهرها نزاعًا بين الجبهة الشعبية، وهي تحالف يضم العديد من القوى اليسارية بما في ذلك الشيوعيين والاشتراكيين والليبراليين، وبين القوى الوطنية، التي تمثلت بشكل أساسي في الجيش والفاشية والأرستقراطية.
شهدت الحرب اندفاعًا من القوى الأجنبية، حيث قامت دول كثيرة بتقديم الدعم للطرفين المتنازعين. وقد شهدت الحرب مظاهر عنف شديدة، بما في ذلك القتل الجماعي والقتل الوحشي للمدنيين والتعذيب والتهجير.
تعتبر الحرب الأهلية الإسبانية حدثًا تاريخيًا هامًا لأنها لعبت دورًا حاسمًا في تشكيل السياسية الأوروبية في العقود التالية. كما أنها كانت مسرحًا لتجارب جديدة في الحروب الحديثة، بما في ذلك استخدام الطائرات والقنابل في الهجمات على المدنيين.
انتهت الحرب بانتصار القوى الوطنية بقيادة فرانسيسكو فرانكو، الذي أصبح بعد ذلك حاكمًا لإسبانيا حتى عام 1975. وقد أدت النتائج النهائية للحرب إلى فترة من القمع والتمييز السياسي في إسبانيا، حيث تعرض العديد من الأشخاص للاضطهاد بسبب آرائهم السياسية.