في قلب هذا العمل الأدبي الرائع الذي يحمل عنوان “الحجر المذهب: رواية عن الملكة استير”، تأخذنا المؤلفة ريبيكا كوهن في رحلة استثنائية إلى عالم غني بالتاريخ والتفاصيل الحيوية. يرسم الكتاب بدقة فائقة صورة لشخصية استير، التي طالما كانت اسمًا مرادفًا للجمال الأنثوي، الدهاء، والحكمة.
على مر القرون، كانت قصة استير تُعد مثالًا للجمال النسائي، ولكن هذه الرواية الشاملة والتي تعتمد على أبحاث دقيقة تعيد إحياء استير إلى جمالها البشري الكامل وتسلط الضوء على الإمبراطورية الفارسية البراقة التي شهدت قصتها. تصل استير إلى هذه الأرض كيهودية يتيمة مرعوبة تمت خطبتها لابن عمها، وهو محظٍ بصلات واسعة في الحكومة. تجد نفسها في عالم مليء بالمؤامرات والكراهيات العميقة، وتدرك أن الطريقة الوحيدة للبقاء على قيد الحياة هي أن تكسب قلب ملكها.
تتميز الرواية بشغفها وتشويقها، وتعتبر صورتها التاريخية أمرًا أصيلًا ومثيرًا للخيال. “الحجر المذهب” يسلط الضوء على مأزق امرأة تجد نفسها مشدودة بين قلبها وواجبها، مما ينتج عنه سحرًا نسجته السردية النقية.
تقع الرواية في فئة الأدب الأدبي، حيث يبرز الأدب الرفيع واللغة الجميلة مظاهر الإبداع والتألق الأدبي. صدرت الرواية عن دار النشر بينجوين بوكس في يوليو عام 2005، وهو تاريخ يضفي مزيدًا من العمق على تجربة القراءة، حيث ينقلنا النص إلى تلك الفترة الزمنية بكل رونقها وحيويتها.
في ختام هذا اللفت الأدبي، يمكن القول إن “الحجر المذهب” لا يقتصر فقط على كونه عملاً أدبيًا، بل هو تجربة تأملية تأخذ القارئ في رحلة عبر الزمن والثقافة، مكشوفًا لنا عالمًا من الإنسانية والحكمة.