“الجيل الطموح: مراهقو أمريكا، دافعون ولكن بلا اتجاه”
يعرض كتاب “الجيل الطموح”، الذي ألفه كل من باربارا شنايدر وديفيد ستيفنسون، نظرة عميقة وشاملة عن مراهقي الولايات المتحدة الأمريكية في زمننا الحالي. هل هم فعلاً فاشلون، هؤلاء الشبان والشابات الذين يُصوِّرهم وسائل الإعلام كأفراد لا مبالين، يرتدون سروالًا واسعًا ولا يملكون دافعًا لتحقيق النجاح؟ هذا السرد المشوِّق، الذي يعتمد على دراسة رصدية لأكثر من 7000 مراهق، يقدم لنا أخبارًا جيدة وسيئة حول شبابنا.
على عكس الأفكار السائدة، يُظهر الكتاب أن هذا الجيل هو الأكثر طموحًا على الإطلاق، ولكن نتيجة لسوء توجيه المدارس والأهل، يختار العديد منهم مسارات خاطئة، ويختارون الكليات الخاطئة، وغالبًا ما ينهون التعليم الجامعي بدون مهارات وظيفية أو أهداف واضحة في مجال معين. أحلامهم في تحقيق النجاح من المرجح أن تظل مجرد أحلام.
باربارا شنايدر وديفيد ستيفنسون يكشفان أن المراهقين في الوقت الحالي ليسوا فقط متوجهين بشكل غير صحيح، بل غالبًا ما يشعرون بالاغتراب. يقضون وقتًا أطول وحيدين ويشعرون بالاكتئاب بسبب ذلك. هناك عدد أقل من المراهقين الذين يملكون أصدقاء حميمين أو علاقات عاطفية قوية. وفي المدرسة، يتنقلون من مجموعة إلى أخرى، يغيرون انتماءاتهم بشكل متكرر.
شنايدر وستيفنسون يستعرضان كيف يمكن للآباء والمعلمين أن يأخذوا الطموح الخام القابل للتقدير لدى المراهقين وأن يوفروا لهم التوجيه والدعم الاجتماعي الذي ينقصهم بشدة. كما يظهر الكتاب من خلال العديد من الحالات المؤثرة، فإنه لا يكفي أن نخبر المراهقين بأهمية العمل الجاد، بل يجب علينا أيضًا مساعدتهم في تحديد ما يرغبون في القيام به وكيفية البدء في تحقيق ذلك.
في هذا السياق، يكمن إسهام الكتاب في فتح نافذة على عالم الشباب اليوم، يلقي الضوء على جوانب تحتاج إلى اهتمام ودعم أكبر. يقدمون لنا فهمًا أعمق حول تحديات الشباب في مجتمعنا الحديث وكيف يمكن للمجتمع بأسره أن يلعب دورًا فعّالًا في توجيه هذا الجيل الطموح نحو طريق النجاح والإنجاز. يوفر كتاب “الجيل الطموح” للقراء لمحة تفصيلية ومؤثرة تتسلل إلى عقول وقلوب القراء، مشيراً إلى ضرورة فهم أعماق الشباب لتقديم الدعم الأمثل لهم في رحلتهم نحو تحقيق طموحاتهم وبناء مستقبل واعد.