في “الجنون المثالي: الأمومة في عصر القلق”، تقدم جوديث وارنر نظرة حية ومثيرة لثقافة الأمومة الحديثة وللقوى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي شكلت الأفكار الحالية حول التربية. تطرح وارنر السؤال: ما هو الخطأ في هذه الصورة؟ بعد أن نظرت بعناية إلى عالم الأمومة الحديثة – النساء المقلقات في العمل وفي المنزل وفي السرير مع أزواج غير سعداء.
عندما أنجبت وارنر طفلتها الأولى، كانت تعيش في باريس، حيث كان منتشرًا أن يترك الآباء أطفالهم في المنزل، برعاية مربيات مدعومات من الدولة، للانضمام إلى الأصدقاء في المساء لتناول العشاء أو للخروج في مواعيد مع أزواجهم. عندما عادت إلى الولايات المتحدة، فاجأتها الفوارق الثقافية التي وجدتها تجاه كيفية تفكير الناس في التربية الفعّالة، وخاصة الافتراضات حول الأمومة. لم تبدو أي من الأمهات التي قابلتها سعيدة، بل كانوا يقلقون بشأن إمكانية عدم الحصول على طفل مثالي، ويعيشون في حالة هلع مع اقتراب كل علامة تنموية.
تجمع “الجنون المثالي” بين قراءات مفصلة للمجلات الرئيسية والبرامج التلفزيونية والثقافة الشعبية مع إلمام شامل بالأفكار السائدة في نظرية النفس والاجتماع والاقتصاد في السنوات الأخيرة. يتناول الكتاب افتراضات ثقافتنا، ويفحص القوى التي شكلتها. يعمل في إطار التقاليد الكلاسيكية مثل “الأنوثة الغامضة” لبيتي فريدان و”ثقافة النرجسية” لكريستوفر لاش، مع وعي تجاه القراء الذين جعلوا أعمالًا حديثة مثل “الكلبة في المنزل” و”I Don’t Know How She Does It” أفضل الكتب مبيعًا. تقدم وارنر سياقًا يساعد في فهم ثقافة التربية وكيف نعيش، وكذلك وسائل لتصوّر بدائل – تغييرات فعلية وملموسة – التي قد تحسن حياتنا.
يندرج هذا الكتاب تحت فئة “العائلة والعلاقات”، ويتناول موضوعات الأمومة والتربية. صدر عن “ريفرهيد بوكس” في فبراير 2006، وهو يعتبر من أفضل الكتب التي تقدم وجهة نظر قيمة وفريدة حول ثقافة الأمومة الحديثة.